أبرزت الصحف العربية والخليجية الصادرة أمس، الأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتعيينات التي شهدتها المملكة، وتصدرت عناوين تأسيس الدولة الحديثة الفتية سياسيا وعسكريا وتنمويا تلك الصحف. ووصف رئيس تحرير السياسة الكويتية أحمد الجارالله، الأوامر الملكية بالمرحلة الجديدة وبداية للدولة الرابعة التي وضع أسسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، منذ توليه الحكم قبل أشهر قليلة، لافتا إلى أن الملك سلمان نقل الدولة سريعا إلى عهد الشباب الأحفاد الذين تتلمذوا على أيدي قادة مخضرمين بنوا علاقات وثيقة مع مجتمعهم، وأن التغييرات السلسة والهادئة في الإدارة السعودية لا تعبر عن رؤية بعيدة المدى للملك فقط بل هي تعبر أيضا، عن دولة مؤسسات راسخة لا تتأثر عملية تطورها بالأوضاع المحيطة في المنطقة، كما تأتي هذه الأوامر لتشكل دافعا جديدا للعمل على مختلف الصعد. كما أبدت الصحف المغربية والتونسية والليبية واللبنانية اهتماما كبيرا للأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين. كما اهتمت شبكة "بلومبرج" الأميركية بالتغييرات التي شهدتها المملكة فجر أمس، وقالت إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اختار الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، بعد أقل من أربعة أشهر على توليه السلطة. وأشارت بلومبرج إلى أن التغييرات تأتي مع إشراف القيادة الجديدة في السعودية على حملة قصف ضد الحوثيين في اليمن، وتبنيها دورا أكثر بروزا في السياسات الإقليمية. واعتبرت "بلومبرج" أن التعيينات الجديدة تصب في مصلحة المملكة. وقالت بلومبرج، إن الأمير محمد بن سلمان قادر ومؤهل على تولي المسؤوليات الثقيلة التي يتطلبها دوره الجديد، وهذا واضح للجميع من خلال عمله ووفائه بكل المهمات التي أوكلت إليه.وعن تعيين عادل الجبير وزيرا للخارجية، خلفا للأمير سعود الفيصل، قال الخبير في الدراسات الدولية جيمس دورسي إن ذلك يشير إلى الكفاءة العالية التي يتمتع بها. بدورها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن سلسلة المراسيم الملكية التي أصدرها العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز فجر أمس، تؤكد سلاسة انتقال الحكم في البلد الخليجي الأكبر والرغبة في تعزيز القوة السعودية. وقالت إن ولي العهد الجديد يحظى باحترام واسع في غالبية دول العالم، بسبب جهوده في مكافحة تنظيم القاعدة، وقد قام بدور على صعيد السياسة الخارجية. من جانبه، قال محلل الشؤون الأمنية لدى شبكة "سي إن إن" الأميركية بيتر بيرجن إن قرار تعيين الأمير محمد بن نايف وليا العهد يجد قبولا واسعا في الداخل والخارج، نظير جهوده المستمرة في القضاء على الإرهاب. ومضى بيرجن بالقول "تنظيم القاعدة شن هجمات كثيرة داخل المملكة خلال عامي 2003، و2004 وهاجم مرافق أميركية ومنشآت نفطية وخطوطا لنقل البترول، وقد كان دور الأمير محمد بن نايف حاسما في إنهاء ذلك التمرد حتى انسحبت القاعدة إلى اليمن لعجزها عن البقاء في السعودية". وعلقت دويتشه فيلله الألمانية على قرار الملك سلمان باختيار الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وقالت يرتبط اسم محمد بن نايف بقيادة جهود بلاده ضد تنظيم القاعدة، ما أسفر عن تقويض التنظيم المتطرف بشكل كبير، وإن الأمير محمد بن سلمان أثبت نجاحا كبيرا من خلال العمليات العسكرية التي يشنها التحالف العربي بقيادة بلاده في اليمن. واستطردت قائلة "في موازاة جهوده الأمنية، أطلق الأمير محمد بن نايف "برنامج المناصحة" لإعادة تأهيل العائدين من معتقل جوانتانامو الأميركي في كوبا، وكذلك الذين يتخلون عن الفكر المتطرف، وذلك بهدف إعادة دمجهم في المجتمع. وقد تم تأسيس مركزين للمناصحة، أحدهما في الرياض والآخر في جدة، ويتم فيهما تقديم مناصحة دينية واجتماعية للنزلاء.