فيما قصفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن، متمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، مدرج مطار صنعاء، لمنع هبوط طائرة إيرانية تحدت الحظر المفروض على المنافذ الجوية والبحرية والبرية لليمن، وفق قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2216 الذي منح دول التحالف الحق في تفتيش أي طائرة أو سفينة قبيل دخولها المجال اليمني، أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أن قوة إيرانية احتجزت سفينة شحن أميركية في الخليج العربي، وأرغمتها على التوجه إلى جزيرة لارك الإيرانية، بعد أن أطلقت تجاهها عددا من الطلقات التحذيرية. وقال المتحدث باسم قيادة التحالف العربي، العميد أحمد عسيري، في تصريحات إعلامية إن الطائرة الإيرانية رفضت التجاوب مع النداءات التي وجهتها إليها طائرات التحالف، كما رفض الطيار الاستجابة للنداءات التي طالبته بعدم الهبوط على المطار، ما اضطر طائرات التحالف إلى قصف مدرج المطار لمنع هبوط الطائرة، التي عادت أدراجها إلى إيران. ومضى عسيري يقول، إن هذا التصرف غير المسؤول ربما يتسبب في عرقلة جهود الإغاثة، بسبب تدمير مدرج المطار، مما يستحيل معه هبوط طائرات الإغاثة التي تحمل مواد إنسانية لمساعدة المدنيين. وأشار التحالف إلى أن الطائرة الإيرانية التي تحدت الحظر الذي أقره مجلس الأمن الدولي، دخلت الأجواء اليمنية من جهة عمان، ما يعني مخالفة واضحة لخط سيرها. وأضاف أنه لم يتم قصف الطائرة المدنية، خشية سقوط ضحايا. وأضاف عسيري "كان من الطبيعي في مثل هذه الحالات أن تمر أي طائرة تريد دخول المجال الجوي اليمني عبر أحد مطارات المملكة العربية السعودية، قبل وصولها إلى مطار صنعاء، وكذلك عند العودة، وهو ما لم تتبعه الطائرة الإيرانية". ومضى عسيري يقول "قبل إجراء أي تصرف، تم التواصل مع الطيار، ولم يستجب للنداءات، واستمر في طريقه، ولم يتجاوب مع السلطات في مطار جدة، ومطار مسقط، ما دفع قيادة التحالف إلى اتخاذ قرار بقصف مدرج مطار صنعاء، وعندها عادت الطائرة الإيرانية إلى بلادها". وانتقد عسيري تصرف الطيار الإيراني، قائلا إنه لا يصب في مصلحة اليمن واليمنيين، لأن المطار مخصص لإجلاء الرعايا الأجانب والمدنيين، ونقل مواد الإغاثة، وأن هذا التصرف لا ينم عن الرغبة في تقديم الدعم لليمنيين، عبر هذه التصرفات غير المسؤولة، كما أن تحدي إجراءات الحظر لا يخدم اليمني ولا اليمنيين. ومضى عسيري بالتأكيد على أن هناك مرونة كبيرة في التعامل مع الطائرات التي ترغب في دخول الأجواء اليمنية، وقال "نستطيع أن نتفهم إذا كان الطيار خارج التوقيت، أو كانت هناك أمور فنية خارجة عن إرادة الطيار، كما حدث مع طائرة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود وطائرة أخرى تابعة لمنظمة الهجرة الدولية، وفي هذه الحالات يتم تمديد فترة هبوط الطائرات، ونتفهم أن تكون هناك أسباب لتمديد فترة الهبوط، أو التقدم للحصول على تصريح في غير الوقت المحدد، كما سبق أن ذكرنا مرارا في المؤتمرات الصحفية، ولكن الأمر غير الإيجابي هو عدم المرور على مطار بيشة المخصص لتفتيش أي طائرة قبل توجهها إلى مطار صنعاء الدولي، واتخاذ نفس الإجراء في حالة العودة، والإصرار على المرور مباشرة رغم التحذيرات المتكررة للطيار، يدل على وجود أمر غير صحيح مرتبط بالطائرة، وهذا لا يخدم إجراءات الإغاثة التي يقوم بها التحالف، ولا يخدم الشعب اليمني. فالمدرج أعطب في الوقت الحالي، وسيحتاج إصلاحه إلى وقت إضافي، وبالتالي لن تتمكن طائرات الإغاثة القادمة من الهبوط، وهذا تصرف غير مسؤول من الطيار ولا يتفق مع ما نادت به الحكومة اليمنية من أن أي تصريح للطائرة لا بد أن يتوافق مع إجراءات قيادة التحالف". من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن قوات إيرانية اعتلت أمس سفينة ترفع علم جزر المارشال في الخليج، بعد أن أطلقت زوارق دورية طلقات تحذيرية مرت فوق السفينة، وأمرتها بالتوغل بدرجة أكبر في المياه الإيرانية حين كانت تمر عبر مضيق هرمز. وقال الكولونيل ستيف وارن، إن السفينة ميرسك تيجرس تجاهلت في البداية زوارق الدورية الإيرانية، لكنها أذعنت لأوامرها بعد إطلاق عدة طلقات تحذيرية. وأضاف أن القوات الأميركية في المنطقة استجابت لإشارات استغاثة من السفينة، وأرسلت المدمرة فاراجوت لتتابع الوضع، إلى جانب طائرات استطلاع. وقال وارن إنه لا يوجد مواطنون أميركيون على متن سفينة الشحن. وأضاف وارن أن البنتاجون يعد التصرف الإيراني "عملا مستفزا" وكانت وكالة تسنيم الإيرانية نقلت عن مصدر لم تسمه قوله، إنه لا توجد أبعاد عسكرية أو سياسية لحادثة احتجاز السفينة، وأضاف المصدر "الأمر كله يتعلق بالأمور المدنية، ويمكن لسلطات الموانئ التعامل معه".