أكدت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، التابعة لرابطة العالم الإسلامي أن الأزمة التي تشهدها اليمن في الوقت الحالي أفرزت الكثير من المآسي، وشتى أنواع الكوارث، مشيرة إلى أن ذلك تجلى بوضوح في تزايد عدد اللاجئين في دول الجوار، كما بلغ عدد النازحين داخل البلاد ملايين عدة، بعد أن لاذوا بمناطق أكثر أمناً، وذلك في ظل التفاقم المريع في انعدام المأوى والغذاء والأدوية، وكل الخدمات المرتبطة بالنواحي الصحية والعلاجية، بجانب أزمة حادة في مياه الشرب، مما دعا الهيئة إلى مناشدة كل المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجال العمل الإنساني إلى التدخل السريع لإنقاذ هؤلاء المنكوبين. وأوضح الأمين العام للهيئة، إحسان بن صالح طيب، أنه وفقا للتقارير الواردة إليها من بعض المنظمات الدولية، ومكتبها في العاصمة اليمنية صنعاء، فإن هؤلاء المنكوبين في بعض المدن والقرى المتناثرة يعيشون ضنك الحياة وقسوة الظروف والمناخات المتقلبة، والمتشعبة بالبرد الشديد، أحياناً وبالغبار الكثيف في معظم الأحايين، وأضاف "من المناظر التي تدمي القلوب وتفجرها حزنا، تلك الأعداد الكبيرة من النازحين، من بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال والمسنين والمعاقين، حيث تضم أطراف مدينة عدن لوحدها أكثر من 150 ألف نازح، يقيمون في بعض المدارس، من ضمن 15 مليون منكوب يمرون بأسوأ الظروف". وأضاف طيب "عدد القتلى من الأطفال في هذه الظروف الصعبة بلغ حاليا أكثر من 120 طفلاً، وحوالى 190 طفلا أصيبوا بتشوهات جسدية وإعاقات مختلفة". وأبان الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية أنه وطبقا لهذه التقارير فإن كل الدوائر الحكومية والمصارف وغيرها من المكاتب قد أغلقت، ولم تعد تعمل، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع المأساوية هناك لأن العاملين في هذه المرافق لم يصرفوا مرتباتهم لشهور عديدة. ولفت الطيب إلى أن الاحتياجات الملحة لهؤلاء المنكوبين تكمن في توفير المأوى، والغذاء، والأغطية، والكساء، والأدوية، بشتى أنواعها. مشيرا إلى أن الهيئة ورغم الصعوبات التي تكتنف عملية توزيع المساعدات في معظم الأراضي اليمنية، تمكنت من دعم بعض المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية بكميات من الأدوية، ووزعت كميات أخرى من المواد الغذائية في بعض القرى النائية مع مساعداتها لأكثر من 3 آلاف لاجئ يمني يقيمون حاليا في جيبوتي، من بين أكثر من 25 ألف شخص.