تمكنت 20 سعودية من اجتياز دورة مدتها 13 أسبوعا، خولتهن الحصول على رخصة اعتماد للعمل كمساعد طيار أرضي في شركات الطيران العاملة في المملكة. ويعرف "المرحل الجوي"، وهي الوظيفة التي ستعمل بها الموظفات السعوديات، بأنه الشخص المؤهل والمجاز له قانونيا اتخاذ قرار السماح للطائرة بالإقلاع، عقب أن يجمع المعلومات الفنية الكافية عن الرحلة، ويجهزها لقائد الطائرة قبل أن تنطلق في الأجواء. وأبلغت "الوطن" مساعدة المدير العام لأكاديمية رواد الطيران والمتحدثة باسمها منال كتبي أن المرحل الجوي تعد من الوظائف الصعبة التي تتطلب كثيرا من الدقة والتركيز، فيما قالت المرحلة الجوية نوف علام إنها ورثت محبة هذا النوع من الأعمال لأن والدها طيار عسكري بالقوات المسلحة، وأخاها يعمل طيارا مدنيا. بلغ عدد المتخرجات في أكاديمية خاصة بالطيران في جدة نحو 20 سعودية، وذلك خلال العامين الماضيين. وحصلت ثمان منهن أخيرا على رخصة مرحّل جوي (Dispatcher) والمعتمدة نظاميا للعمل كمساعد طيار أرضي في شركات الطيران بالمملكة. وأنهت الطالبات دورة في الترحيل الجوي بعد أن اجتزن اختبارات القبول، ثم الدورة التي استغرقت 13 أسبوعا وامتحانات نظرية وعملية تشترطها الهيئة العامة للطيران المدني. وقالت مساعدة المدير العام المتحدثة الرسمية باسم أكاديمية رواد الطيران منال كتبي إن هناك إقبالا متزايدا للتسجيل في مثل هذه الدورات والالتحاق بالأكاديمية رغم حداثة هذا المجال بالنسبة إلى المرأة السعودية، إلا أنه يجتذب الفتيات كونه جديدا وممتعا. وأضافت كتبي ل"الوطن" أن المرحّل الجوي هو الشخص المؤهل والمجاز له قانونيا اتخاذ قرار السماح للطائرة بالإقلاع عقب أن يجمع المعلومات الفنية الكافية عن الرحلة ويجهزها لقائد الطائرة قبل أن تنطلق جوا، مشددة على أن المرحّل الجوي وظيفة صعبة تتطلب كثيرا من الدقة والتركيز. وبينت مشرفة الدورات في المعهد مودة عبدالفتاح أن الالتحاق بالدورة يشترط أن يكون المتقدم لها فوق 21 عاما، ولا يتمكن من الحصول على الرخصة إلا عندما يبلغ 23 عاما، لكنه يستطيع خلال هذه الفترة مزاولة المهنة، إضافة إلى ضرورة إجادته للغة الإنجليزية. ودفع حب المهنة المرحلة الجوية نوف علام إلى التخرج في الأكاديمية ومن ثم العمل في إحدى شركات الطيران، وذلك بعد أن ورثت هذا الحب من والدها وشقيقها اللذين يعملان طيارين. وقالت: "والدي طيار عسكري في القوات المسلحة وأخي طيار مدني ومنهما أحببت هذه المهنة وتمنيت العمل في هذا المجال لأنه ممتع كثيرا بالنسبة إلي". وأضافت "وجدت مساعدة كبيرة من الأساتذة في المعهد والزميلات والوالدين والأهل والصديقات، ما أسهم في اجتيازي الدورة بنجاح، لذا أتقدم إليهن جميعا بالشكر". وأوضحت الخريجة وفاء مرشد "أن فترة التدريب استغرقت نحو ثلاثة أشهر تلقينا خلالها دراسة مادة ATP التي تتعلق بأرضية الطيران الخاص والطيران التجاري والتعريف بالأجهزة الخاصة في هذا المجال". يذكر أن أكاديمية روّاد الطيران تأسست قبل ست سنوات، وتهتم بمجال الطيران في شكل عام للجنسين من الذكور والإناث، وتحوي جميع مستلزمات الطيران والطيارين، وتمنح دروسا متعددة في هذا المجال من خلال دورات عدة، من بينها دورة المرحّل الجوي، وتخرجت فيها الأكاديمية أول دفعة للشباب عام 2006، أما أول دفعة للشابات فقد كانت عام 2013 وضمت 12 خريجة، أعقبتها الدفعة الثانية العام الماضي التي تخرجت فيها ثماني طالبات. وتبلغ كلفة الدورة بالنسبة للذكور 28 ألف ريال، فيما تبلغ قيمة الدورة بالنسبة إلى الإناث 30 ألفا، وتعد تكاليف دراسة الطيران في العالم باهضة الثمن، ما يجعلها عقبة أمام كثير من الشباب والفتيات للدخول في هذا المجال، ولكن متعة دراسة الطيران والعمل في شركات الطيران أو خطوط الطيران يجعل البعض يقدم على الدراسة وتحمل عناء التكاليف.