أكد خبراء عسكريون أن عمليات "عاصفة الحزم" نجحت في تحقيق أهدافها التي قامت من أجلها، مشددين على أن عملية "إعادة الأمل" ستعمل بدورها على تهيئة أنسب الظروف لسرعة استئناف العملية السياسية والأمنية والأنشطة الأخرى المرتبطة بها، وفقا للقرار الأخير لمجلس الأمن. وقال قائد وحدات الصاعقة الأسبق، اللواء مصطفى كامل "يخطئ من يظن أن عملية إعادة الأمل تعني توقف العمليات العسكرية نهائيا، وكان لا بد من وجود وقفة موقتة، لإعطاء العملية السياسية حقها، خصوصا أن عاصفة الحزم حققت أهدافا كثيرة لا بد أن توضع في الحسبان، لأنها ستكون أرضية للتفاوض السياسي، إذ نجحت في تدمير البنية الأساسية والتحتية للقوات المسلحة الحوثية، وتمكنت من حرمان إيران من بسط نفوذها والهيمنة على المنطقة، كما منعتها من اتخاذ اليمن كقاعدة لتهديد أراضي المملكة العربية السعودية، وعلينا أن نضع في حسباننا أن أي عملية سياسية تحتاج إلي تحرك سياسي وديبلوماسي، وعملية "إعادة الأمل" ستحقق بدورها الهدف المنشود، وهو تهيئة أمثل الظروف لمساندة الموقف الإنساني في اليمن، كما ستعمل على تهيئة الظروف المواتية لسرعة استئناف العملية السياسية والأمنية والأنشطة الأخرى وفقا لقرار مجلس الأمن، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، ومنع التحركات العملياتية للميليشيات الحوثية، وحماية المدنيين، ودعم وتسهيل عمليات الإجلاء والعمليات الإنسانية والإغاثية". من جانبه، قال رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية الأسبق، اللواء عبدالمنعم سعيد، "عملية إعادة الأمل هي عملية سياسية، تفتح الباب للتفاوض مع الحوثيين وإنهاء الخلاف، وعاصفة الحزم انتهت بتحقيق النتائج المحددة لها، وهيأت الظروف لإنهاء الأزمة في اليمن، وتوقيت إنهاء عملية عاصفة الحزم العسكرية يؤكد أن هناك مجالا للتفاوض، وأن العملية جنت ثمارها العسكرية التي قامت من أجلها، إذ حققت أهدافها وأنجزت مهمتها في معالجة 80% من الأزمة، والتخطيط لعملية عاصفة الحزم كان مبنيا على شن ضربات جوية، وبناء جسر جوي، وبحري قوي، يمنع مرور الإمدادات للحوثيين، حتى يتمكن الشعب اليمنى من القضاء عليهم على الأرض، دون تدخل بري من الخارج، ووقف السعودية عملية عاصفة الحزم يؤكد أن العملية العسكرية حققت جميع أهدافها في تدمير البنية التحتية للحوثيين، ومن يواليهم". وفي السياق ذاته، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء علاء عز الدين أن "قرار التحالف بانتهاء عاصفة الحزم والبدء في عملية إعادة الأمل يرجع إلى أمور عدة، أهمها نجاح العمليات العسكرية الجوية في تحقيق أهدافها، ووقف تقدم الحوثيين، فضلا عن مراعاة المملكة وقوات التحالف العربي في المقام الأول لمصالح الشعب اليمني، وهو ما كان سببا رئيسا في تدخل التحالف العربي عسكريا، والأيام أو الساعات القليلة المقبلة ستكشف عن نوايا حركة الحوثي، وما إذا كانت ستلتزم بالحوار من عدمه، لتحديد الخطوة التالية، خصوصا أن الأمر ليس مقتصرا على شخص الرئيس اليمني عبدربه منصور، وعودته إلى منصبه، وإنما يخص جميع المؤسسات الشرعية التي حلها الحوثيون بقوة السلاح". وبدوره، قال اللواء أركان حرب متقاعد أحمد الشاذلي في تصريحات إلى "الوطن"، "المملكة العربية السعودية ردت بصورة عملية على افتراءات إيران، وألقمت المتمردين الحوثيين حجرا، إذ قضت على القدرات العسكرية للمتمردين في فترة وجيزة، وهذا يعد فتحا في عالم العسكرية، فمثل هذا النوع من الحروب يحتاج في الغالب إلى فترات طويلة حتى يحقق أهدافه، نسبة إلى عدم وجود مساندة على الأرض، لكن الطيران السعودي مضى في تحقيق أهدافه المرسومة بعناية فائقة، وتمكن من إنجازها في ظرف أيام قلائل، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن العملية بنيت على أسس علمية واضحة". في السياق ذاته، أكد الأستاذ بجامعة الخرطوم الدكتور عبدالحي يوسف أن عاصفة الحزم التي شنتها المملكة لردع المتمردين الحوثيين ودعم الشرعية في اليمن، كانت قرارا موفقا "شطب بجرة قلم مشروع إحياء الإمبراطورية الفارسية". وأضاف "القرار الذي اتخذته قيادة المملكة كان قرارا حاسما وشجاعا، رد اعتبار الأمة العربية والإسلامية، وأنهى أحلام إيران في إعادة أمجاد إمبراطوريتها الغابرة التي دكت الفتوحات الإسلامية حصونها، ومثلت قرعا لجرس الإنذار في وجه كل من يتربص بالأمة، ويريد تنفيذ أجنداته البعيدة عن تعاليم الإسلام. لذلك مثلت العمليات الحازمة الصارمة مفاجأة ألجمت الإيرانيين المعتدين، الذين عاثوا في بعض الدول العربية فسادا، واستغلوا بعض عملائهم المنتسبين في الدول العربية لتحقيق أطماعهم". وأضاف يوسف "كان لا بد من موقف حاسم، يعيد كل المغامرين إلى حجمهم الطبيعي، ويقف في وجه طهران، بعد أن تدخلت في دول عربية عدة منها: سورية والعراق ولبنان، وأشعلت فيها فتنا كبيرة. وأخطأ ساسة إيران، عندما ظنوا أن الحلم العربي ضعف وتخاذل، وما دروا أن فرسان هذه الأمة قادرون على إسكات أمثالهم. وهذا القرار السعودي كان العالم الإسلامي يترقبه بلهفة شديدة، بعد أن أغضبتهم اعتداءات طهران على الدول العربية وإنهاكها، بذريعة الخلافات المذهبية التي أقعدت الأمة وحالت دون تطورها وتقدمها".