في الوقت الذي بدأت فيه بوصلة السعوديين تتجه نحو تجارة "الفوركس" العالمية بعد الغزو الإعلامي لشركات الوساطة واستهدافها للسعوديين بشكل خاص لإغرائهم بالتداول في سوق الفوركس العالمية، حذر خبراء في تجارة "الفوركس" من وجود شركات وساطة وهمية استهدفت السعوديين لسرقة أموالهم في ظل عدم إلمامهم بتجارة سوق العملات العالمية وخطورتها في إحراق أموالهم، مستغلة غياب دور الإعلام في التحذير من مخاطر الفوركس والمغامرة فيها من دون علم وتدريب. وأوضح ل"الوطن" المستشار في تجارة الفوركس محمد الميموني أن هناك انتشارا كبيرا للشركات الوهمية التي استهدفت الخليجيين بشكل عام والسعوديين بشكل خاص من خلال روابط إعلانات واتصالات مستمرة على هواتف السعوديين من أجل دفعهم وإغرائهم للدخول والتداول في سوق العملات الأجنبية وإغرائهم بالأرباح الكبيرة. وأضاف: "كثير من الشركات الوهمية التي استهدفت السعوديين تتمركز في قبرص وروسيا وهي شركات غير مرخص لها وهدفها سرقة أموال المستثمرين من خلال تلك التجارة عالية الخطورة"، مبينا أن تجارة الفوركس من أسهل النشاطات الاستثمارية لمن لديه علم وخبرة، فمن مميزات تلك التجارة انخفاض قيمة الكلفة ونزاهة السوق وارتفاع مستوى الشفافية والإفصاح التي تغيب عن الأسواق المحلية، وتابع: "الأهم من ذلك هو التأكد من وجود تراخيص للشركة التي يتداول من خلالها المتعامل، وذلك عن طريق الدخول لموقع الهيئات الدولية للفوركس، خصوصا الأميركية cftc والبريطانية fsa". وأضاف: "وجود هذه التراخيص لدى شركة الوساطة تعطي قوة للشركة وأمانا للمستثمر وتعطي عقوبات صارمة عند حدوث خطأ أو تقصير من شركات الوساطة"، مشيرا إلى أن سوق الفوركس سوق عالمية إذا لم تكن محترفا ستحرق أموالك من خلالها، ناصحا كل من يريد التداول في هذا السوق بأن يتقن مهارات التداول عن طريق حضور الندوات والدورات التدريبية. من جهته، أبان الخبير في سوق الفوركس المهندس طلال السميمري بأن اختيار شركة الوساطة المناسبة هو من أحد عوامل النجاح في تجارة العملات، وأضاف: "سوق الفوركس كأي سوق أوراق مالية يمكن تحقيق الأرباح فيها وقد يتعرض فيها المتاجر إلى الخسائر أيضا، لذلك فإن أهم أسباب النجاح في هذه السوق هو أن يكون المتعامل متدربا ولديه خبرة كبيرة في سوق الفوركس". وطالب السميري من المتعاملين بالفوركس في المملكة ضرورة درس وتعلم أهم مبادئ وأساسيات هذه السوق وطرق المتاجرة فيها لكي تكون من الفئة التي تحقق أرباحا. وبين السميري أن الإعلام في السعودية مقصر في التوعية من مخاطر ومميزات مثل هذه الأسواق، وتابع: "وقع كثير من شباب الوطن فريسة لدى كثير من شركات الوساطة التي أوهمت المتعاملين بالأرباح الخيالية وبعد دخولهم بكامل سيولتهم وفي ظل نقص الخبرة خرجوا من السوق خاسرين كل ثرواتهم التي تداولوا بها".