تشارك المملكة اليوم، العالم الذي يحتفل ب"يوم التراث العالمي" الذي يوافق 18 أبريل من كل عام بهدف الدعوة لحماية التراث الإنساني والتعريف به وبجهود الجهات والمنظمات ذات العلاقة. ويرعى أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان الاثنين المقبل، فعالية الاحتفال بيوم التراث العالمي، وملتقى التراث الحضاري للمملكة الذي تنظمه جامعة تبوك، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، ممثلة في قطاع المناطق ومركز التراث العمراني الوطني، وفرع الهيئة بتبوك. وسيتضمن الملتقى ورش عمل علمية، ومعرضا مصاحبا عن مشروع الملك خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة وعن التراث العمراني وصورا تاريخية تبرز التراث الحضاري لمنطقة تبوك. وكانت المملكة احتفلت للمرة الأولى بيوم التراث العالمي عام 2013 خلال فعالية نظمتها في الرياض، الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بمركز التراث العمراني الوطني، وجامعة دار العلوم، والجمعية السعودية لعلوم العمران، ومؤسسة التراث الخيرية، كما نظمت الهيئة العامة للسياحة والآثار بمشاركة جامعة حائل الاحتفالية الثانية عام 2014، في مقر الجامعة بحائل. وتتضمن فعاليات الملتقى تسليط الضوء على خطط الهيئة ومشاريعها، حيث توسعت منذ ضم قطاع الآثار والمتاحف إليها في أعمال المسح والتنقيب ليأخذ في شكله ومضمونه منحى آخر أكثر شمولية ومنهجية شاملا مواقع أكثر، وأظهرت دراسات تلك المواقع نتائج في غاية الأهمية عن تاريخ وحضارة الجزيرة العربية، وتم حصر وتسجيل آلاف المواقع في جميع مناطق المملكة، كما تشمل كل المراحل والفترات الحضارية والتاريخية في الجزيرة العربية، وتم تأسيس السجل الوطني للآثار الذي يتم فيه تسجيل المواقع والقطع الأثرية. وتوجت هذه الجهود بإطلاق برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي التي تعنى بحماية المواقع المتعلقة بالتاريخ الإسلامي في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ويقوم عليها علماء دين من هيئة كبار العلماء، ومتخصصون في الآثار والتاريخ الإسلامي. واتخذت الهيئة عددا من الخطوات لحماية المواقع والقطع الأثرية، منها إعداد مشروع نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الجديد الذي وافق عليه مجلس الشورى، ومن المؤمل أن يقره مجلس الوزراء قريبا، ويتضمن تنظيمات لحماية آثار المملكة وتراثها الوطني، وسن العقوبات الرادعة في حالات التعدي، واستصدار القرارات والتوجيهات من الدولة التي من شأنها تعزيز حماية المواقع الأثرية والتراثية، علاوة على تأسيس سجل الآثار الوطني الذي يحوي معلومات متكاملة عن المواقع والقطع الأثرية في المملكة ويتم تحديثه بشكل دوري. وتضمن اهتمام الهيئة بالآثار تنظيم معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور"، الذي وافق المقام السامي الكريم على استمراره في مختلف قارات العالم، بعد تسع محطات ناجحة في عدد من المتاحف الأوروبية والأميركية، وتجاوز عدد زواره 3 ملايين زائر. ووضعت الهيئة آلية لاستعادة القطع الآثار الوطنية، وأنشأت وحدة لاستعادة الآثار الوطنية المنقولة إلى الخارج، وأطلقت حملة استعادة الآثار الوطنية، بدعم وتبني من الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، الذي أصدر أمرا كريما برعايته الشخصية لمعرض الآثار الوطنية المستعادة، وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" 1433. واهتمت الهيئة بتسجيل المواقع الأثرية والتراثية بقائمة التراث العالمي في "يونيسكو"، صدرت موافقة مجلس الوزراء على تسجيل الدرعية التاريخية، ومدائن صالح، وجدة التاريخية عام 1427، وأسفر ذلك عن تسجيل موقع مدائن صالح في القائمة كأول موقع سعودي 2008، ثم تسجيل حي الطريف بالدرعية التاريخية 2010، ثم موقع جدة التاريخية 2014. كما وافق المقام السامي على تسجيل مواقع الفنون الصخرية في جبة والشويمس في منطقة حائل بقائمة التراث العالمي، وتعكف الهيئة حاليا على إعداد ملف تسجيل المواقع بالتعاون مع فريق من خبراء مركز التراث العالمي. وأعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار هذا العام عن موافقة المقام السامي الكريم على طلب الهيئة تسجيل عشرة مواقع في قائمة التراث العالمي لدى منظمة يونيسكو خلال السنوات المقبلة هي: "الفنون الصخرية في بئر حمى، قرية الفاو بمنطقة الرياض، واحة الأحساء، طريق الحج المصري، طريق الحج الشامي، درب زبيدة، سكة حديد الحجاز، حي الدرع بدومة الجندل، قرية ذي عين التراثية بمنطقة الباحة، قرية رجال ألمع التراثية بمنطقة عسير". كما أولت الهيئة المتاحف اهتماما كبيرا وربطتها بالأنشطة السياحية، حيث يتبعها حاليا 29 متحفا منتشرة في مناطق المملكة، وتقوم الهيئة حاليا بإنشاء خمسة متاحف إقليمية في كل من الدمام، والباحة، وأبها، وحائل، وتبوك، ويجري العمل في تطوير ستة متاحف قائمة في كل من تيماء، ونجران، وجازان، والأحساء، والعلا، والجوف، حيث تشمل عملية التطوير المباني والعروض المتحفية، إضافة إلى إنشاء متاحف جديدة، وتطوير متاحف قائمة.