هي ليست قصة من نسج الخيال إنما واقع مرير عاشته عائلات سورية كانت شدت رحالها من بلاد الشام إلى اليمن، بعد أن فتكت براميل بشار الأسد بالإنسان ودمرت المكان، لتكون المفارقة أن ما فروا منه لاقاهم في البلد الذي لم يعد سعيدا كما كان، ولكن هذه المرة كانت المأساة بواسطة القذائف الحوثية التي قصفت المساكن وروعت السكان. رعب وخوف وبكاء ورهاب حربين، وانهيارات نفسية، هذا هو حال عدد كبير من الأسر السورية النازحة إلى داخل الحدود السعودية هربا من تعذيب وتنكيل الميليشيات الحوثية في اليمن. أطفالهم أصبحوا لا يجيدون سوى تعبيرين، إما البكاء أو الصمت المخيف، وذلك بعد أن تجرعوا ألم وخوف حربي الشام واليمن، فبعد أن فرت هذه الأسر السورية بأطفالها من كيماوي وبراميل الأسد المتفجرة في شام سورية إلى اليمن، حتى وجدوا أنفسهم مستهدفين من قبل الميليشيات الحوثية بالتصفية والقصف المتعمد لمنازلهم في اليمن. "الوطن" رصدت أمس رحلة عذاب الأسر السورية النازحة من الشام إلى اليمن، ثم الهرب من بطش الميليشيات الحوثية إلى داخل الحدود السعودية، إذ تم استقبالهم من قبل السلطات السعودية فور وصولهم إلى منفذ الطوال الحدودي بمنطقة جازان، وصدرت التوجيهات فورا بتقديم كل الخدمات الصحية والطبية وتأمين شقة سكنية وإعاشة لكل أسرة سورية نازحة. "الوطن" زارت عددا من الأسر السورية النازحة في الوحدات السكنية، التي تم تأمينها لهم في محافظة صامطة من قبل السلطات السعودية. وروى محمد رضوان "أب لثلاثة أطفال" رحلة العذاب بين الشام واليمن قائلا: بعد أن هربت بأسرتي وأطفالي من جحيم الحرب في سورية وبراميل الأسد المتفجرة إلى دولة اليمن وبالتحديد صنعاء، عادت الميليشيات الحوثية إلى استهدافنا نحن السوريين بالذات بالتنكيل والقصف لمنازلنا، ففقدنا كثيرا من أقاربنا في اليمن، وكان وصولنا إلى الحدود السعودية كأنه الحلم بعدما شهدناه من استهداف الميليشيات الحوثية لنا. أما السوري صلاح شحاتة فروى ل"الوطن" رحلة هرب العائلات السورية من جحيم الميليشيات الحوثية، مؤكدا أن أفراد الميليشيات يستهدفون السوريين المقيمين في اليمن بالتصفية والقتل والاختطاف. وأضاف أن هناك العشرات من السوريين في اليمن لا يعرف مصيرهم إلى الآن. وعبر شحاتة عن شكره وعرفانه للسلطات السعودية لما قدمته للأسر السورية النازحة من اليمن من إيواء وإعاشة ومساعدات، وقبل هذا وذاك الأمن والأمان.