عرض وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق الدكتور علي النملة خلال الندوة الثقافية التي نظمها نادي مكة الأدبي مساء أول من أمس بعنوان: "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. الإنسان والتاريخ" مشهدا مؤثرا تجلت فيه إنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما انهالت دموعه لدى سماعه طلاب جمعية الأيتام في الرياض عام 1421 حينما كانوا ينشدون "أبانا سلمان خذنا بالأحضان وامنحنا الأمان". ومضى النملة متحدثا عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية في شخصية الملك سلمان، وقال: هي محطات في حياة سلمان الإنسان، سلمان الأب. لقد اهتم الملك سلمان كل الاهتمام بالأيتام ورعايتهم. الملك الإنسان ترأس كثيرا من اللجان الخيرية لجمع التبرعات للدول المنكوبة والفقيرة، وهو من أمر ببناء الإسكان الخيري في الرياض الذي امتد إلى الخرج والمزاحمية. وتطرق مدير جامعة أم القرى نائب رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأسبق الدكتور راشد الراجح في الندوة التي أدارها الدكتور أمين العاصمة المقدسة أسامة فضل البار إلى سيرة الملك سلمان، متذكرا مقولة شهيرة للملك سلمان: والدي ينتسب إلى عدنان ووالدتي تنتسب إلى قحطان فجمعت المجد من الطرفين. وقال وهو أحد أهم أركان العائلة المالكة السعودية، إذ هو أمين سر العائلة ورئيس مجلسها، والمستشار الشخصي لملوك المملكة، تلقى تعليمه الأولي بمدرسة الأمراء في الرياض وختم القرآن كاملا، إذ درس على يد المشايخ الفضلاء، وأضاف أنه تلقى تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض، وهي المدرسة التي أنشأها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لتعليم أبنائه، ودرس في مدرسة الأمراء العلوم الدينية والعلوم الحديثة وختم القرآن الكريم كاملا. وتطرق الراجح إلى بعض صفاته التي اتصف بها، إذ قال "اتصف الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بكثير من الصفات فعرف عن الملك تواضعه الجم، والحلم الكبير، وحب المساكين، وزيارة الأرحام والأصدقاء واحترامه للكبير والصغير. وأضاف: الجوانب الإنسانية في الملك سلمان بن عبدالعزيز كثيرة وعميقة المعنى لا يمكن لمتحدث أن يوجزها في ساعات. وأكد المستشار بالديوان الملكي الدكتور فهد السماري في ورقته "اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالجوانب التاريخية والمعرفية" أن الأحداث التاريخية وقربه من الملوك - رحمهم الله - أسهما ورسما شخصية الملك سلمان التي تجلت واتصفت بالحكمة والرأي السديد. لافتا إلى حنكته في توظيف المثل الشهير لمؤسس الكيان العظيم الملك عبدالعزيز في "عاصفة الحزم". وربطها بسياسية والده - رحمه الله - التي تعتمد على الحزم والإصرار. وتطرق السماري لحب الملك سلمان وولعه بالقراءة والتعرف على الآخرين وتجاربهم. وقال: إن المتابع لحياته يجده رجل التاريخ الأول، وذلك بما عرف عنه حرصه على التاريخ، ليس تاريخ المملكة الحديث فقط، بل تاريخ هذه البلاد منذ العصور والحضارات القديمة على امتدادها التاريخي البعيد. وهو الشاهد الأبرز والمرجع والفيصل للباحثين والمؤرخين للتاريخ السعودي وتاريخ الدولة السعودية. وأضاف السماري عرف عن الملك سلمان حرصه على مجالسة العلماء والمثقفين، وعلى رعاية المناسبات الثقافية، وفي هذا السياق تولى رئاسة مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، وهي مؤسسة تعنى بتاريخ المملكة، وأعاد - حفظه الله - عام 1417 صياغة أهداف الدارة في أول اجتماع معه. وأضاف السماري بعد أن يتم الملك سلمان بن عبدالعزيز قراءته لكتاب معين يفاجأ المؤلف باتصال لأمرين مهمين أولهما الشكر والثناء على الكتاب وعلى التأليف. أما الثاني فهو يشكره لمعلومة جديدة حصل عليها من الكتاب، أو الإشارة إلى معلومة سواء كانت خاطئة أو ناقصة. وقال الملك سلمان حاضر الذهن صافي الفكر عالي الإدراك في المناسبات وفي المجالس، فهو يعرف عن الشخص أو المنطقة أو البلدة أكثر من أهلها، وختم السماري حديثه بوصفه، هو جسر يربط بين الأجيال في الوطن. يذكر أن عددا من الجهات الحكومية تشارك بمعارض مختلفة على هامش الندوة لمدة يومين، وهي معرض لدارة الملك عبدالعزيز يحوي وثائق وصورا وإصدارات خاصة بخادم الحرمين الشريفين وشاشات عرض للبث الوثائقي المرئي. .. والملك صاحب حزم وعزم في الحفل الخطابي لإطلاق الندوة، أشار رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور حامد الربيعي في كلمته، إلى أن"الشعب احتفل ببيعته فظهر واضح الانتماء و الولاء و الحب للوطن و لقيادته، في تظاهرة يندر مثيلها كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هو مركز تلك التظاهرة، في ذلك الحراك الوطني الجميل الذي التف فيه كل أطياف المجتمع و بإجماع. و ما كان لنادي مكة الثقافي الأدبي أن يتجاوز هذه المناسبة الوطنية دون أن يدلي بدلوه، و اتخذ مجلس إدارة النادي إطارا لمشاركة تستشرف التفاصيل، فشخصية الملك سلمان متعددة الأبعاد إنسانية واجتماعية و سياسية و ثقافية و فكرية و محلية و عربية و عالمية و هو مع ذلك كله صاحب حزم وعزم. عندها لم نجد أفضل من أن يكون العنوان (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز .. الإنسان والتاريخ)، هي فكرة و جدت أرضا خصبة إذ حظينا بعد توفيق الله بتأييد الأمير خالد الفيصل. واستجابة أربعة من أعلام الوطن ليتصدروا المجلس و لنقطف ما يتسع له الوقت من ثمرات تجاربهم و فكرهم و ذكرياتهم يضاف إلى هذا و ذاك عون و مساندة و دعم مالي سخي من الرجل المكي الشيخ عبدالعزيز بن محمد سندي. فكان هو الداعم الرئيس لهذه المناسبة، فشكرا لمن أيد و لمن تصدر و لمن دعم.