قصفت مقاتلات السلاح الحربي الليبي مساء أول من أمس مواقع تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي بمدينة درنة شرق ليبيا. وأبان مصدر عسكري ليبي أن المقاتلات الحربية كشفت خلال طلعاتها الاستطلاعية عن معاقل وأهداف تابعة لتنظيم "داعش" ومسلحي "أنصار الشريعة"، وتم قصف المدخل الشرقي للمدينة التي تتمركز بها هذه الجماعات، وسقط خلالها عشرات القتلى، كما تمّ تدمير عدد من الآليات العسكرية. وأفاد بأن قوات الجيش الوطني الليبي قامت بغلق الطريق المؤدية لمدينة درنة على حدود منطقة مرتوبة، ومنعت سيارات الوقود، والمازوت من النزول للمدينة، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن تتقدم قوات الجيش إلى داخل المدينة خلال الساعات القليلة المقبلة. في غضون ذالك أقال المؤتمر الوطني العام الليبي، الذراع التشريعية للحكومة التي تدير العاصمة الليبية طرابلس، رئيس مجلس الوزراء عمر الحاسي بعد تصويت جرى أمس، وفقا لعضو في المؤتمر. وبدت إقالة الحاسي مرتبطة بالحوار الجاري بين السلطة الحاكمة في طرابلس والسلطة المعترف بها دوليا في الشرق، حيث قرر المؤتمر أمس أن يمهل الحوار فترة شهر لتشكيل حكومة وحدة وطنية، على أن يسمي رئيسا جديدا لحكومته إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق خلال هذه المدة. وقال عضو في المؤتمر "تمت إقالة رئيس الحكومة فقط، مع الأبقاء على بقية الوزراء"، مشيرا إلى أن "القرار جاء في جلسة تصويت انعقدت" في مقر المؤتمر في طرابلس. وذكر مصدر آخر في المؤتمر أنه جرى تكليف النائب الأول لعمر الحاسي، خليفة محمد الغويل، بتسيير أعمال الحكومة، على أن يتم تسمية رئيس وزراء جديد لهذه الحكومة غير المعترف بها دوليا خلال فترة شهر. وأضاف أن الإقالة جاءت "نتيجة نقاش عام تعلق بالأوضاع الحالية السياسية والأمنية، وتم بناء على قراءة تقارير لجان المحاسبة واللجان البرلمانية، إضافة إلى طلبات مقدمة من أعضاء في المؤتمر وفي الحكومة نفسها بإقالة الحاسي". إلى ذلك، التقى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني الذي يزور تونس حاليا. وتركز اللقاء على تنمية التعاون بين البلدين والوضع السياسي والأمني في ليبيا إلى جانب تقدم المحادثات الجارية بين الفرقاء الليبيين في إطار الحوار الذي تشرف عليه الأممالمتحدة. وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية التونسية تأكيد الرئيس التونسي أن حل الأزمة الليبية لا يتم إلا عبر التوافق والحوار بين جميع الأطراف في إطار احترام وحدة ليبيا وسلامة أراضيها.