بعد أربعة أيام من المعارك المتواصلة، أعلن الثوار السوريون فجر أمس، تحرير مدينة بصرى الشام بالكامل، ودحر قوات الأسد وميليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني من المعاقل التي كانوا يتمركزون فيها داخل المدينة. وكان الثوار قد بدأوا معركة سموها "قادسية بصرى الشام". وفرضوا حصاراً مطبقاً على قوات النظام والمليشيات المساندة لها داخل المدينة، وذلك بعد قطع خط الإمداد المتصل بمحافظة السويداء. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصدر في الجيش السوري قوله إن معارك ضارية اندلعت مع الثوار مساء أول من أمس. وأضاف "ندقق في المعطيات الميدانية". وتأتي أهمية السيطرة على المدينة كونها كانت تعدّ أكبر المناطق التي تمد النظام بالمقاتلين، كما تعدّ حلقة وصل مهمة بين محافظتي درعا والسويداء التي يسيطر عليها الأسد. كما أنها منطقة تاريخية تحتوي على كثير من الآثار الموغلة في القدم، وقد صنفتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضمن مواقع التراث العالمي. إضافة إلى أهميتها الاستراتيجية الكبرى، نظرا لقربها من دمشق، ومن حدود الأردن وإسرائيل. واعترفت مصادر مقربة من النظام بمقتل 65 من الجنود في المدينة خلال المواجهات مع الفصائل المعارضة. في غضون ذلك، أكد ائتلاف المعارضة السورية، أمس، أن قوات الأسد قصفت بلدة "قميناس" بريف إدلب شمال البلاد بغاز الكلور السام. وقال الائتلاف في بيان إن مروحيات عسكرية قصفت البلدة ببراميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور السام في خرق جديد للقرار الدولي رقم 2209. وأفاد الائتلاف بأن النظام الأسد نفذ سبع هجمات بغاز الكلور خلال أقل من 20 يوماً تلت صدور القرار المذكور دون أن يترتب على ذلك أي موقف من قبل مجلس الأمن أو الدول التي رعت ذلك القرار وصوتت لمصلحته. في سياق ميداني، أعلنت المعارضة أنها نسفت مبنى كانت تتحصن فيه قوات النظام بمدينة حلب، في حين قصف الطيران الحربي أحياء بالمدينة ومناطق أخرى بريف إدلب. وقالت الجبهة الشامية التي تضم عددا من فصائل المعارضة إنها فجرت مقراً للقوات النظامية بحي ميلسون، ما أدى إلى مقتل 15 جندياً وإصابة العشرات بجروح. وفي إدلب شمال سورية قتل 15 شخصا وأصيب العشرات بجروح متفاوتة في هجوم شنه الطيران الحربي على بلدة مِنطف في جبل الزاوية في ريف إدلب. وبث ناشطون مشاهد تظهر الخراب الذي خلفه هجوم طيران النظام الذي استهدف أحد جوامعها وأحياءها الآهلة بالسكان. .. ويعذب الأطفال حتى الموت دمشق: الوكالات كشفت مصادر إعلامية عن وجود أعداد كبيرة من الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب في معتقلات النظام السوري، حتى الموت. مشيرة إلى أن الكثير من أولياء الأمور تعرفوا على جثث أبنائهم الذين كان واضحاً أنهم تعرضوا لتعذيب بشع أدى إلى وفاتهم. وأضافت أن غالبية هؤلاء الأطفال لم يفعلوا سوى المشاركة في مظاهرات سلمية. وقالت والدة أحد الأطفال وتدعى نوال المقداد إن طفلها الذي يدعى ثامر الشرعي خرج في مظاهرة سلمية في بداية الثورة، وعندما اعتُقل أعادته قوات الأمن إلى أهله بعد أسابيع جثة هامدة عليها آثار تعذيب شديد. وأشارت المصادر إلى أن تعذيب الأطفال اتخذ صوراً عديدة، بدءاً من التجويع وحرمانهم من الماء، إلى الضرب والحرق بالنار، والاعتداء الجنسي في بعض الحالات. وكانت بعض الفضائيات قد نشرت مئات الصور المسربة التي تؤكد موت كثير من الأطفال بسبب ممارسات التعذيب في المعتقلات السورية.