لم يأت تولي الأمير الشاب محمد بن سلمان أهم حقيبتين في المملكة (الديوان الملكي والدفاع) من فراغ، فالملك المفدى رأى في ملامح الأمير الشاب الرؤية المستقبلية لقيادة وزارات وإدارات في غاية الأهمية والحساسية بكوادر شابة تستطيع التعامل مع مجريات الأمور وأهم الأحداث الجارية في المنطقة. الأمير محمد لم يأت تعيينه كونه نجل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولكن الزمن الذي لازم فيه والده حينما كان وليا للعهد حيث تولى منصب رئيس ديوان ولي العهد ثم وزيرا للدولة، كما لازم والده في وزارة الدفاع حينما كان يحفظه الله وزيرا للدفاع، هذان الموقعان مكنا الأمير محمد من الإلمام بمجريات الأمور الصعبة فيما يتعلق بديوان ولي العهد، وما يرد إليه من متطلبات المواطن السعودي وهمومه والعمل على إزالة كل العقبات التي تحول بين هذا المواطن وقطاعات الدولة، حيث أثبت الأمير الشاب مقدرة فائقة على تحمل ودراسة الكثير من القضايا الشائكة للوطن، ولا يخفى على الجميع أن المملكة المترامية الأطراف تحف بها مناطق إدارية كثيرة، ويقطن في هذه المناطق الآلاف من المواطنين من مختلف القبائل البدوية والأسر والقبائل المعروفة. كل ذلك مكن الأمير الشاب من الوقوف على مجريات الأحداث في هذه المناطق المترامية الأطراف، وعمل على عرضها على ولي العهد والده الفذ الذي رأى في نجله تحمل هذه القضايا والعمل على حلها. أما الجانب الأقوى والأهم فهو وجود سموه بجانب شخصية فذة حكمت العاصمة (الرياض) أكثر من خمسين عاما، واجه متطلباتها ومعضلاتها وكوارثها، ولكنه جعلها (عروس العواصم) طاف بها في أنحاء العالم، واطلع العالم الغربي على تجربة الرياض وبعدها المملكة من خلال معرض الرياض بين الأمس واليوم. بعد صدور الأمر السامي الكريم بتوليه وزارة الدفاع تمكن الأمير الشاب محمد بن سلمان من الاطلاع على الأحداث التي ألمت بالمنطقة العربية، واطلع على أحدث استراتيجيات الدفاع عن الوطن وتجهيزه بأحدث أنواع الأسلحة وجاهزيته للدفاع عن الوطن والقضايا الخليجية والعربية. ومن المؤكد أن الأمير محمد لم يترك ثغرة واحدة إلا نفذ منها باستجابة لتحديث استراتيجية الدفاع عن الوطن، وجعل وزارة الدفاع الدرع الواقي والحصين ضد أطماع من يحاولون النيل من وطننا الغالي، كل هذه الأمور مكنت الأمير محمد بن سلمان ومرافقته لوالده القائد أن يستفيد منها حتى أهلته لخلافة القائد المحنك في وزارة الدفاع. ولعل المطلع على الاجتماع الذي ترأسه سموه لكبار قادة القوات المسلحة يرى ملامح القيادة العسكرية الفذة في مقدرة الأمير الشاب والسير على خطى الملك القائد لجعل الدفاع عن الوطن الركيزة الكبرى في حياة أبناء هذا الوطن من قبائل وأسر ومواطنين، حلقوا في عنان السماء، وقادوا الدبابات والمدرعات، وامتطوا عنان البحر في السفن والبواخر، وجلسوا على المدافع في الدفاع الجوي، هؤلاء الذين نذروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله والولاء للملك المفدى ثم الوطن، ليكون الأمير محمد بن سلمان من يحمل لواء الدفاع عن الوطن ومقدساته. نحن لا يسعنا إلا أن نبتهل إلى المولى القدير أن يكلل أعماله بالتوفيق لما فيه خير هذه البلاد وخدمة المليك والوطن الغالي.