العبارة المشهورة تقول: توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير! وأنا أقول: توقفوا عن جعل الأغبياء والسخفاء والسطحيين والمجانين مشاهير. هل نحن في عصر من السهل فيه صنع المشاهير خصوصا الأغبياء منهم! للأسف أجد من مساوئ الإعلام الجديد أنه أتاح الفرصة لكل من «هب ودب» أن يصبح مشهورا، ولن أكون ظالمة وأضع كل اللوم على عاتق الإعلام الجديد، ففي الأول والأخير المتحكم والمدير الرئيس للإعلام الجديد هو نحن: الشعب، المجتمع، الناس البسطاء، الجاهلون أو المثقفون، الإعلاميون أو غير الإعلاميين، إذن هي مشكلتنا نحن! هل نحن في زمن يقل فيه الإحساس بالمسؤولية؟ الإعلام الجديد حرية، وقد تصالح الناس مع هذه الحقيقة، لكن لم يفهموا تكملتها! الإعلام الجديد حرية، لكن الحرية مسؤولية، أن تملك كامل حريتك في الإعلام الجديد، لكن لا بد أن تتحمل كامل مسؤولية حريتك هذه، فحين يتصدر الإعلام الجديد كوسائل التواصل من لا يعي هذه المسؤولية ولا يدرك أهميتها، تتحول الحرية إلى لهو لا فائدة منه، ويتحول المشاهير إلى أغبياء ومجانين. توقفوا عن تدمير الإعلام الجديد، إذ هو حبل النجاة الملقى إلينا في هذا الزمن والمنبر والمايكرفون الوحيد لنا، توقفوا عن تدمير العقول ونشر السطحية بين متلقي الإعلام، لأن الإعلام الآن جزء كبير مما تصنع عقولنا، توقفوا عن تقليل شأن هذه المسؤولية حتى لا تفقد الأشياء قوتها وتأثيرها، توقفوا عن تلويث صورة الحرية في الإعلام الجديد حتى لا نحرم منها، توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير!