كشف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أن المحكمة الجنائية الدولية بدأت بناء على طلب فلسطين إجراء تحقيق أولي في جرائم ارتكبتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية منذ شهر يونيو الماضي، معتبرا ذلك إنجازا كبيرا. وقال في تصريحات صحفية أمس "المحكمة بدأت تحقيقا أوليا بعد أن وقعنا قرار الولاية للمحكمة بدءا من شهر يونيو 2014 وهذا إنجاز كبير جدا والذي يخشى المحاكم الدولية عليه أن يكف عن ارتكاب الجرائم". وأضاف عريقات "الآن فتح التحقيق، وهذا تم لأن الجانب الفلسطيني وقع على طلب إلى المحكمة أن تدرس إذا ما ارتكبت جرائم في أرض دولة فلسطينالمحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي بدأت بذلك ونحن نعد أنفسنا الآن بفريق من عشرات الكفاءات والخبرات الفلسطينية والدولية وسندافع عن شعبنا بكل ما نملك، ونقول لإسرائيل إن اليوم الذي كانت تمر فيه هذه الجرائم من دون مساءلة قد ولى إلى غير رجعة". وعن الانتخابات الإسرائيلية قال "منذ فترة طويلة اكتشفنا أن الفائز في الانتخابات، بنيامين نتنياهو ليس رجل حل دولتين وإنما استراتيجيته تتضمن ثلاث نقاط أساسية، وهي أولا، سلطة فلسطينية من دون سلطة وقد نجح في ذلك، ويريد مواصلة الاحتلال من دون كلفة ويريد غزة خارج فضاء الضفة الغربية لأنه يعلم أن لا دولة فلسطينية من دون غزة". وأضاف "علمنا منذ فترة أن نتنياهو لا يسعى لحل الدولتين ولكن إلى دولة واحدة بنظامين، ولذلك فقد قال قبل أيام إنه إذا ما أعيد انتخابه فإنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية وسيكثف الاستيطان، وهذا في حقيقة الأمر لم يكن شعار انتخابي وإنما هذا هو نتنياهو على حقيقته وهذه واحدة من لحظات الصدق القليلة لنتنياهو". ورأى عريقات أن "الخطر الذي يواجه الفلسطينيين والإسرائيليين هو وجود جماعة على رأس الحكم في إسرائيل تعمل على دفن حل الدولتين، فالحكومة الإسرائيلية القادمة برئاسة نتنياهو ستواصل تدمير حل الدولتين وهي في حقيقة الأمر تدفع الطرفين نحو مسار قد نعرف بدايته إلا أننا لن نعرف نهايته". وفيما لفت إلى أن 20 عاما من المفاوضات لم تنجح في تطبيق حل الدولتين على أساس حدود 1967 فإن عريقات اعتبر أنه آن الأوان أن تعترف الولاياتالمتحدة بالدولة الفلسطينية وقال "على واشنطن أن تعترف فورا بالدولة الفلسطينية وعلى الدول الأوروبية أن تعترف بها أيضا". وأضاف "ما نواجهه من خطر حقيقي ناتج عن الانتخابات الإسرائيلية هو أن الحكومة القادمة عاقدة العزم على تدمير حل الدولتين وعلينا مع المجتمع الدولي أن نعمل سويا لمنعها من تحقيق هذا الهدف وذلك بأن نرسل رسالة قوية إلى إسرائيل بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد".