"منذ أن وصلتم إلى ديارنا ونحن نعيش في بؤس دائم، لقد أفسدتم علينا حياتنا، ودمرتم مملكتنا، وصادرتم أموالنا، لقد أصبحت هرمز خرابا بعد أن كانت مركز الدنيا". هكذا صرخ الوزير خواجة عطار في وجه لبوكيرك وهو يرى مملكته العظيمة تتهاوى، بعد أن أبعدت الأحداث الدامية ابنته الوحيدة حليمة عنه. هكذا تعتمد رواية "الشراع المقدس" نمط السرد التاريخي الأدبي، مركزة على عنصري الزمان والمكان دون الالتفات لنمط رواية الشخصية الواحدة. الرواية تسلط الضوء على حقبة تاريخية مهمة سيما مع اعتمادها الكلي على مصادر ومخطوطات موثوقة، كما يؤكد ذلك كاتبها القطري عبدالعزيز آل محمود. تمتد أحداث الرواية من عام 1486 - 1521 في مسرح جغرافي يمتد من البرتغال إلى القاهرة والإسكندرية ثم جدة وعدن وجزيرة هرمز والبحرين وصولا إلى الأحساء، وتتشكل في هذه الأماكن أحداث الرواية بصراعات طويلة ودامية لسلطنة الجبور ومملكة هرمز مدعومة بالأسطول المملوكي والنجدي والأحسائي، مع الأسطول البرتغالي الضارب الذي جاء بأشرعته إلى كل هذه الأماكن للسيطرة على منافذ تجارة البهارات فيها. تأتي قيمة هذه الرواية كوثيقة تاريخية مهمة ونادرة لتاريخ منطقة الخليج في ظل غياب الراصد التاريخي الموثوق لأحداث تلك الفترة.