فيما حمّلت 21 منظمة حقوقية وإنسانية المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في حماية المدنيين في النزاع السوري الذي يدخل قريبا عامه الخامس، دعت الأممالمتحدة إلى وضع حد فوري للنزاع الذي تسبب حتى الآن في مقتل 250 ألف شخص، وأدى إلى تهجير 8 ملايين إلى خارج سورية، فضلا عن ملايين المصابين والجرحى ومئات الآلاف من المفقودين والمعتقلين في سجون النظام. وانتقدت كبرى المنظمات غير الحكومية في تقرير موحد عدم قدرة الدول على تطبيق قرارات مجلس الأمن، الهادفة إلى حماية المدنيين الذين دمرت الحرب حياتهم منذ أربع سنوات. وجاء في التقرير "القرارات الدولية والآمال التي حملتها ذهبت أدراج الرياح بالنسبة إلى المدنيين السوريين. فقد تم تجاهلها أو تخريبها من أطراف النزاع، ودول أخرى أعضاء في الأممالمتحدة، وحتى من أعضاء في مجلس الأمن الدولي". وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيجلاند، الذي شارك في التقرير، "الحقيقة المرة تكمن في فشل مجلس الأمن في تطبيق قراراته. كان العام الماضي الأسوأ حتى الآن في هذه الحرب الفظيعة. تصرفت أطراف النزاع وكأنها محصنة من العقاب وتجاهلت مطالب مجلس الأمن، ولا تزال حماية المدنيين معدومة، ولم يرتفع إمكان حصولهم على المساعدات". وأضاف "لقد خنا مثلنا العليا والإنسانية، لأنه لا يفترض بنا أن نتفرج على أناس يعانون منذ خمس سنوات". وسخر إيجلاند من روسيا، قائلا إن إجمالي ما يحتاج إليه اللاجئون السوريون لإغاثتهم يبلغ 8.5 مليارات دولار، مشيرا إلى أن هذا المبلغ يمثل سدس تكلفة الألعاب الأولمبية في سوتشي التي قامت روسيا بتمويلها كاملة، وتساءل "كيف يمكن لروسيا أن تمول ألعاب سوتشي ولا تقدم إسهاما كبيرا لهذه العملية التي ينقصها التمويل؟". في غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، تضع حدا للنزاع الذي تشهده سورية منذ أربعة أعوام. وقال في بيان "الشعب السوري يشعر أكثر فأكثر بأن العالم تخلى عنه في وقت يدخل عاما خامسا من حرب تدمر البلاد"، وأضاف "المعاناة مستمرة على مرأى من المجتمع الدولي الذي يبقى منقسما وعاجزا عن اتخاذ تدابير مشتركة لوقف القتل والدمار". في سياق ميداني، تتواصل الاشتباكات في أنحاء عدة من البلاد، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مقتل أكثر من 50 عنصرا من قوات النظام وجبهة النصرة، خلال اشتباكات عنيفة بينهما في قرية دورين الواقعة على هضبة استراتيجية في ريف محافظة اللاذقية. وفي محافظة الحسكة، تتواصل المعارك بين وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية في محيط مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا. وكان التنظيم بدأ أول من أمس هجوما في محاولة للسيطرة على المدينة، وتمكن من التقدم إلى بلدة تل خنزير الواقعة غرب المدينة. وفي ريف حمص الشرقي، لقي خمسة من عناصر النظام مصرعهم في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف حاجزا لقوات النظام في منطقة سد حنورة.