تسدل الستارة اليوم على معرض الرياض الدولي للكتاب بعد عشرة أيام من الحراك الثقافي اللافت الذي ترك أصداءه الطيبة محليا وخارجيا، ونال كثيرا من شهادات الإشادة التي أكدت مكانته الرفيعة ووضعته في قمة معارض الكتب العربية من حيث التنوع والتسهيلات وعدد الدور المشاركة وكذلك حجم المبيعات. ووجد المعرض الذي أقيم ابتداء من الرابع من مارس الحالي كثيرا من الاهتمام حتى أن كبريات الصحف العالمية المهتمة بالشؤون الثقافية عدته الأول عربياً، ووصفته بأنه نافذة السعودية على العالم. وتقدمت 1200 دار نشر للمشاركة في المعرض لكن ضيق المساحة قصر المشاركات على نحو 915 دارا قدمت قرابة ال600 ألف عنوان لبت رغبات رواد وزار المعرض الذين كانوا من جميع الفئات العمرية ابتداء من الأطفال الذين لفتت أنظارهم أجنحة الألعاب والكتب العبقة بالرسوم الملونة وانتهاء بالكهول الذين ركزوا على كتب التاريخ. وشهدت الكتب الفكرية إقبالا منقطع النظير، أكد أن الزوار خرجوا من بوابات الحضور لمجرد التسلية، وركزوا على إيجاد إجابات لكثير من المسائل التي تشغلهم في هذه الأيام العاصفة بالأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة. ونالت كتب تحدثت عن الجماعات الإسلامية وتشلها وفكرها كثيراً من الاهتمام والعناية، ما أعطى مؤشرات كثيرة باهتمام الشباب بما يحيط به من تغيرات، ومحاولته فهمها وملامستها بشكل أوضح. وجاء البرنامج المصاحب للمعرض الذي أقيم تحت عنوان "الكتاب.. تعايش" ليحقق الغرض ويكمل الرؤية حول شعار الدورة الحالية، حيث حفل بكثير من الندوات والمحاضرات وورش العمل التي ركزت على أهمية الانتماء، وعرجت لتعرض تجارب روائية، وكذلك تجارب شبابية في الكتابة. وأتاح المعرض للمؤلفين إمكانية توقيع كتبهم في صالته رقم 5، حيث منح كل مؤلف ساعة من الزمن لتوقيع نسخ من إصداره للراغبين، ما أعطى فرصة للمؤلف والزائر باللقاء المباشر وأحيانا التواصل والنقاش حول المنتج والأدب والثقافة عموماً. وشهد المعرض إقبالاً نسائيا لافتاً ركز بدوره على الروايات والشعر، وشهد زيارات لمسؤولين كبار ولنخبة من الكتاب والأدباء والمفكرين الذين قصدوه وأبدوا إعجابهم بما قدمه. ومع كل هذا النجاح، لم يخل المعرض كذلك من بعض التجاوزات البسيطة هنا وهناك لكنها كانت تجاوزت بسيطة، فهناك بعض الكتب التي لم تدرج في أجهزة البحث الإلكتروني على الرغم من أن الراغبين بالحصول عليها وجدوها في العرض، ناهيك عن تباين حدث نادرا بين السعر المعروض للكتاب وبين سعر بيعه الفعلي، وهو ما يقول عنه مدير المعرض الدكتور صالح الغامدي ل"الوطن" "التجاوزات التي حدثت خلال أيام المعرض قليلة جداً ولا تكاد تذكر، وإدارة المعرض عملت على التعامل معها، واتخاذ الإجراءات بحق تلك التجاوزات، ومنها ما يتعلق بشكاوى ارتفاع الأسعار، حيث تم العمل على إعادة المبلغ الزائد في السعر للمشتكي". وبخصوص التجاوزات التي حدثت في بعض الندوات الثقافية من اعتراضات البعض على محتواها، قال "إدارة المعرض تفتح أبوابها لجميع المثقفين والحاضرين دون استثناء للمشاركة، في كل الأنشطة المصاحبة للمعرض، والإدارة تحترم جميع الآراء، واختلاف وجهات النظر". مشاركات الأندية وشهد المعرض مشاركة 11 ناديا أدبيا سعوديا من أصل 16، وقدمت هذه الأجنحة إصدارات تنوعت بين الشعر والرواية والدراسات النقدية، وبقيت الغلبة فيها للشعر، فيما تراجعت الرواية قليلا لصالح الشعر والقصة، فمقابل 211 ديوان شعري و130 قصة كان هناك فقط 36 رواية. وبلغ مجموع مشاركات الأندية من الإصدارات الجديدة 760 إصدارا بينها 372 إصدارا متنوعا و11 إصداراً للطفل. وكانت الغلبة من حيث الإصدارات لنادي الرياض ب118 إصدارا، تلاه نادي جدة 114، ثم جازان 112، فأبها 100، ثم حائل 66، فالقصيم 60، الباحة 54، والأحساء 52، فالجوف 37، والحدود الشمالية 24، وتبوك 23.