برزت الأهداف الاقتصادية لواقع ومستقبل المملكة ضمن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأبناء الشعب السعودي أول من أمس، عادّا انخفاض أسعار النفط أزمة تؤثر على دخل المملكة، الأمر الذي أكد فيه الملك أن الدولة ساعية إلى الحد من تأثيرات انخفاض الأسعار، بدعمها لتنوع مصادر الدخل. وعدّ المحلل والخبير الاقتصادي راشد الفوزان في حديثه إلى "الوطن" أمس، أن مضامين كلمة الملك سلمان واضحة الرؤية والأهداف الاستراتيجية الاقتصادية، بما يحقق رفاهية المواطن، مؤكدا أن اعتماد المملكة على مصادر دخل أخرى غير نفطية، سيجعل الاقتصاد الوطني أكثر قوة ومتانة، وهو ما أشار إليه الملك بأن الجهات المتخصصة قامت بوضع خطة بناء واضحة المعالم. وأردف الفوزان قائلا: القصد من "تجاوز الأزمة"، يحتمل جانبين، الأول هو الضبط النسبي للمصاريف، والجانب الثاني هو الاحتياطي الضخم للنفط الذي حان وقته الآن. فحجم التنمية والإنفاق وكل المعطيات الاقتصادية لن تتغير بشكل كبير باعتبار أن هناك سياسة مالية مميزة من ناحية التحفظ المالي التي توفر مدخرات عالية جدا. ويرى الفوزان أن المملكة لن تتأثر بأي أزمة نفطية مهما كان السعر سواء 60 أو 50 دولارا، مؤكدا مقدرة السعودية على تجاوز الأزمات البترولية، مضيفا "أسعار النفط سيحددها مستوى الاستثمار في أوروبا واقتصادياتها والخروج من الأزمة الأوروبية، خصوصا فيما يتعلق بديونها، وفي نفس الوقت الركود الاقتصادي القائم في الصين، إذ إن لديها نسبيا هي وجارتها اليابان ذات الإشكالية بسبب وجود التضخمات السعرية". وتوقع أن يتمتع النفط خلال الشهرين السادس والسابع من العام الميلادي الحالي، بتماسك في أسعاره تمهيدا لمرحلة الصعود، مبينا أن هذا سيسبقه تحسن في الوضع الاقتصادي الأوروبي، يصاحبه نشاط اقتصادي صيني ياباني، عادّا اقتصادات هذه الدول كفيلة بتحسين سوق النفط. إلى ذلك، نوه الرئيس التنفيذي لشركة الإلكترونيات المتقدمة الدكتور غسان الشبل بمضامين الخطاب الملكي التي أكدت على السياسات الاقتصادية والمالية التي تتبعها الحكومة الرشيدة في مواجهة تقلبات الأسواق الدولية، والتأكيد على دور القطاع الخاص كشريك للتنمية. وقال الشبل إن الكلمة شاملة وذات دلالات عميقة، ولامست اهتمامات المواطنين، ورسمت ملامح نهضة شاملة، ودشنت مرحلة قادمة من رفاهية المواطن، لتناولها كل شؤون البلاد، مبينا أنها جسدت ثبات سياسة المملكة الداخلية والخارجية في هذا العهد الزاهر، وأكدت سير الدولة على خطى النمو والتطور بكل ثبات مع التمسك بعقيدتها الصافية، والمحافظة على أصالة المجتمع وثوابته، وأبرزت حرص المملكة على القيام بواجبها ومسؤوليتها تجاه خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين بما يحقق الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن، والعمل على الأسس الثابتة والتمسك بالشريعة الإسلامية ووحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها واستكمال مسيرة البناء والتنمية. وفي السياق ذاته، أكد أمين عام غرفة الرياض الدكتور محمد الكثيري أن مضامين الكلمة السامية تؤكد سلامة النهج ووضوح الرؤية لدى خادم الحرمين الشريفين الذي وضع نصب عينيه صالح الوطن، وإسعاد المواطن، ومواصلة العمل على بناء اقتصاد وطني قوي، قائم على أسس متينة تتعدد فيه مصادر الدخل، وإيجاد فرص العمل للمواطنين في القطاعين العام والخاص. وأضاف أن جميع المواطنين والاقتصاديين يتطلعون إلى الاطمئنان بأن بناء اقتصاد وطني قوي تتعدد فيه مصادر الدخل، هو هدف تعمل الدولة من أجله، خصوصا في ظل ما يشهده سوق البترول من تذبذب، وما تسجله الأسعار من انخفاض كبير، فالمملكة في حاجة إلى إخراج الاقتصاد الوطني من الاعتماد على مداخيل النفط كمورد رئيس وحيد، من خلال تنويع مصادر الدخل، وهي الرسالة التي أكدها، حفظه الله، من أن الدولة ستواصل السعي للحد من تأثير انخفاض أسعار النفط على مسيرة التنمية. وعبر الكثيري عن اعتزازه بما أكده قائد المسيرة، حفظه الله، من تقديره لرجال الأعمال والقطاع الخاص باعتبارهم شركاء في التنمية، وبقيام الدولة بدعم فرصهم في تطوير الاقتصاد الوطني. الأمن والرخاء حاضران في خطاب الثلاثاء المناطق: الوطن أجمع عدد من القيادات الأمنية ومنهم مدير جوازات منطقة عسير العميد سعد السويدي ومدير شرطة منطقة نجران اللواء يحيى بن مساعد الزهراني و قائد حرس الحدود بمنطقة نجران اللواء علي بن عبيد آل نمشة، أن على أن كلمة خادم الحرمين الشريفين ركزت على أن الأمن نعمة عظيمة، وأساس رخاء الشعوب واستقرارها، مشددا في ذات السياق على ضرورة مكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين. وأضافوا أن كلمة الملك سلمان أكدت على أهمية تتبع احتياجات المواطن والسهر على أمنه وأمانه، وأن جميع المسؤولين على اختلاف مناصبهم في خدمة الوطن والمواطن بما يحقق راحته ورفاهيته من خلال الدعم اللا محدود الذي تحظى به كل قطاعات الدولة، ليقوم كل مسؤول بواجبه على أكمل وجه دون تقصير لخدمة دينه ووطنه. احترام السيادة.. سياسة سعودية نوه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان فيصل حامد معلا، بالكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين التي لامست حاجات المواطنين الذين جسدوا مع قيادتهم رمزا لوحدة الشعب والقيادة، مشيرا إلى أن الملك المفدى أكد على سياسة المملكة الثابتة التي أرسى دعائمها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، والتزامها بالمواثيق الدولية، واحترام مبدأ السيادة، ورفض أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية، والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية على الصعيد الدولي بشتى الوسائل. من جانبه، ثمن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت الدكتور عبدالعزيز إبراهيم الفايز مضامين الكلمة الضافية، موضحا أنها شملت عرضا وافيا وخارطة طريق واضحة للسياسة العامة للمملكة. وأضاف الدكتور الفايز أن خادم الحرمين الشريفين ركز على ضرورة المحافظة على الوطن.