سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سياسيون ل"الوطن" : مكانة المملكة حتمت نقل الحوار اليمني إلى الرياض راجح: السعودية قادرة على إدارة حوار بناء وإيجابي * الرشيدي: المؤتمر سيبحث الحلول وفق المبادرة الخليجية
اكتسبت موافقة دول مجلس التعاون الخليجي على استضافة الرياض لمؤتمر الحوار اليمني أهمية كبرى، حيث أشار سياسيون يمنيون وأعضاء في مجلس الشورى السعودي إلى أن هذه الخطوة تضمن نجاح المساعي الرامية إلى إيجاد حل للأزمة اليمنية، مشيرين إلى أن ما تتمتع به الرياض من مكانة مميزة على الخارطة الإقليمية والدولية يمكن أن يسهم بصورة إيجابية في إيجاد الحلول التي تكفل لليمنيين العبور بوطنهم نحو شواطئ الأمان، وتجنيب بلادهم شرور الاقتتال الداخلي. بداية يرى المحلل السياسي اليمني، مصطفى راجح، أن نقل الحوار إلى اليمن، بعد أن كان يتم في صنعاء، تحت تهديد السلاح الحوثي، يمثل أولى خطوات النجاح، وأنه يحمل مدلولاً إيجابياً، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "المملكة بما تمثله من نفوذ وثقل إقليمي ودولي فإنها قادرة على إدارة حوار يمني يمكن أن يفضي إلى إيجاد حلول جذرية للأزمة. كما يكتسب المكان أهمية خاصة، ويوفر دعماً للشرعية وللرئيس عبدربه منصور هادي". وحول موقف الحوثيين والرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، الرافض لنقل الحوار من صنعاء، يقول "بعد التطورات التي حدثت مؤخراً في اليمن، وخروج هادي ووزير دفاعه إلى عدن، أتوقع أن تقوم الأطراف الرافضة بمراجعة شاملة لموقفها، لأن المسار الذي تسير فيه يؤدي إلى طريق مسدود، وسيطرة المتمردين على العاصمة لا تكسبهم شرعية، وينبغي على جميع الأطراف إدراك أن الحوار هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة، ومنع تطورها وتفاقمها باتجاه الاقتتال الداخلي. وأن الحل لا يمكن أن يكون بالسلاح والاجتياح، لأن اليمن لجميع أبنائه. وإذا كان لدى البعض ملاحظات حول مخرجات مؤتمر الحوار فعليهم الجلوس إلى طاولة الحوار وإبدائها". وفي السياق ذاته، أكد أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى أن رسالة الرئيس اليمني لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز التي ناشد فيها دول مجلس التعاون الخليجي استمرار دورهم البنّاء في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن، وتلتها موافقة دول مجلس التعاون على استضافة العاصمة السعودية مؤتمراً يجمع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن البلاد واستقرارها، تؤكد على دور الرياض البارز في المحافظة على أمن واستقرار المنطقة العربية والثقة الدولية بقدرة المملكة على ذلك. وأشار عضو اللجنة مفلح الرشيدي في تصريحات إلى "الوطن" إلى أن الرياض دولة مؤثرة في المنطقة، وقال "اليمن دولة جارة للمملكة وقريبة منها، والحكومة السعودية تحرص كل الحرص على أمن اليمن ومحيطها وكذلك الحفاظ على أمن ومصالح الدول العربية والإسلامية، لذلك كانت هذه المبادرة من قبل المملكة وبدعم من دول مجلس التعاون باحتضان الأطياف السياسية اليمنية في الرياض، لدعم أمن اليمن واستقرار شعبه، كما أن الرئيس اليمني يرى في دول المجلس خير معين لتحقيق هذا الهدف". وأضاف أن المؤتمر الذي سيعقد في الرياض سوف يبحث الموقف الخليجي من الأزمة اليمنية، وهو موقف سابق بُنيَ على أسس الشرعية الدولية والمبادئ المتفق عليها مع الأممالمتحدة، مشيراً إلى أن المؤتمر سيناقش أيضاً كيفية الوصول للاستقرار الأمني، والحفاظ على العدالة والتنمية والوحدة في اليمن، ذلك أن الأوضاع التي تسير بشكل متسارع تحتم عقد مثل هذا الاجتماع والعمل على عودة الشرعية في اليمن. من جانبه، يؤكد عضو اللجنة حمد آل فهاد في تصريحات إلى "الوطن" أن مكانة المملكة وما تنعم به من استقرار، وكذلك الثقة الدولية والعربية بقدرتها على رأب الصدع هي من الأسباب التي دعت الرئيس اليمني أن يبعث برسالة لخادم الحرمين الشريفين، يطلب فيها عقد مؤتمر تحضره كل الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن واستقرار اليمن، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي في مدينة الرياض، مشيراً إلى أن المؤتمر سيبحث ضرورة استمرار المبادرة الخليجية والتي هي صمام أمان في الأزمة اليمنية.