في الوقت الذي شهد الثلث الأول من العام الجاري ضبط 928 متهما بجرائم تهريب وترويج المخدرات في المملكة، لم يستبعد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، اعتماد المنظمات الإرهابية كداعش والقاعدة على سوق المخدرات لتمويل عملياتهم التخريبية. وأكد التركي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في الرياض للحديث عن إحصاءات ما تم ضبطه من المخدرات ومجرميها خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، أنه لا يمكن الجزم بأن جرائم المخدرات التي تستهدف المملكة تقف خلفها منظمة بعينها، إلا أن اعتماد الإرهابيين على هذه السوق أمر وارد. وفيما يخص نشر بعض التسجيلات المصورة لعمليات مداهمة أوكار مجرمي المخدرات أو غيرهم، أوضح اللواء التركي أن تصوير ونشر لقطات فيديو تمس النظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الشخصية، جريمة وفق نص المادة السادسة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية. وبين أنه من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف قيام العسكريين بتصوير ونشر لقطات فيديو للقضايا التي يباشرونها، الأمر الذي يخالف التعليمات والأوامر المهنية، ويمثل تجاوزا على حرمة الحياة الخاصة، مؤكدا أنه يتم القبض على المخالفين والتحقيق معهم، وإحالة من يتم إدانته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لإحالته إلى المحكمة الشرعية، ويتم بعد صدور الحكم القضائي محاكمته مسلكيا لتشديد العقوبة، وفي حال حفظ الدعوى من هيئة التحقيق والادعاء العام، يتم إحالته إلى المجلس التأديبي الابتدائي وفق نظام قوات الأمن الداخلي. إلى ذلك، كشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أنه تنفيذا لمهام رجال الأمن في مكافحة جرائم تهريب وترويج المخدرات، فقد تمكنت الجهات الأمنية المختصة خلال أربعة الأشهر الأولى من العام الجاري "محرم، وصفر، وربيع الأول، وربيع الثاني"، من القبض على 928 متهما، وهم 318 سعوديا، و 610 متهمين من 33 جنسية مختلفة لتورطهم في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج مواد مخدرة. وأشار التركي إلى أن ما تم ضبطه تحقق في عمليات أمنية، واجه رجال الأمن في عدد منها مقاومة مسلحة تم التعامل معها بمقتضى الأنظمة، ونتج عنها مقتل ثلاثة وإصابة ثمانية من المتورطين في جرائم المخدرات، بينما تعرض 21 من رجال الأمن لإصابات مختلفة، إضافة إلى ضبط 421 سلاحا منوعا، منها 118 سلاحا آليا (رشاش)، و56 بندقية، و247 مسدسا، و46202 طلقة حية منوعة. وأوضح المتحدث الأمني أن العمليات الأمنية أسفرت عن كشف وضبط عصابة يدير نشاطاتها عناصر باكستانية وسورية تمتهن ترويج المخدرات، وتزوير الوثائق، وغسل الأموال التي يجمعونها من نشاطاتهم الإجرامية، إضافة إلى ضبط 7.4 ملايين قرص امفيتامين، وضبط 11.63 طنا من الحشيش المخدر. وقال التركي إنه تم خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري ضبط 7.2 كيلوجرامات من الهيروين الخام، إضافة إلى 92.9 جراما من الهيروين المعد للترويج، كما تمكنت الجهات الأمنية من كشف شبكة إجرامية تمتهن تهريب الهيروين الخام إلى المملكة عبر دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حيث يتم بالتعاون والتنسيق مع الجهات النظيرة فيها لمتابعة نشاطاتها، وإحباط محاولاتها في استغلال الإجراءات الحدودية بين دول مجلس التعاون لتمرير سمومها، والعمل على القبض على العناصر المتورطة فيها. وأضاف أن السلطات الأمنية تمكنت من ضبط 309.8 آلاف قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي، كما تم التحفظ على مبالغ نقدية تجاوزت 15 مليون ريال بعد ضبطها في حوزة المقبوض عليهم. وأشاد المتحدث الأمني بالتعاون البناء الذي تلقاه الجهات الأمنية المختصة من نظيراتها في الدول الشقيقة، التي تسعى الشبكات الإجرامية إلى تمرير المواد المخدرة عبر أراضيها إلى المملكة، منوها بالتنسيق والتكامل مع مصلحة الجمارك في متابعة ورصد ومنع محاولات تهريب المخدرات إلى المملكة، والقبض على المتورطين في تهريبها ومستقبليها. وأكد حرص رجال الأمن- بعون الله تعالى- على تنفيذ مهماتهم لحماية أبناء الوطن من آفة المخدرات.