(النجر والمحماس "لطحن البن"، المهباش "لسحق الحبوب"، المنفاخ "لإشعال النار"، المنجل "لقطع النباتات"، المذراة "لتنقية الحبوب"، الزير الفخاري "لحفظ الماء، والمكحلة) جميعها أدوات تراثية لا يكاد يخلو بيت سعودي منها جميعاً أو من بعضها فهي تمثل في مضمونها أصالة البيت السعودي وتمسكه بالتراث والحنين إلى الماضي. فلا يزال هناك من يفضل استخدام آلتي النجر والمحماس لطحن حبوب البن بدلاً من الآلات الحديثة مستمتعاً بذلك الصوت الرنان بإيقاعاته المتفاوتة التي تصدر عنهما أثناء عملية الطحن. ولذلك الرنين معنى لدى أهل البيت والجيران فهو ليس صوتاً عشوائياً فلكل عدد من الرنات مناسبة خاصة أثناء وضع البن المحمص بداخل الآلة، ليشد الانتباه فيسمعه الجيران ويجذبهم إليه فهو مؤشر لدعوة الجيران لتناول القهوة العربية، التي لا يهنأ للبدوي بال ولا يستقيم له أمر حتى يتناولها. ويقول المواطن أبو سعود في العقد الثامن من عمره, ومازال يحتفظ بالأدوات القديمة التي ورثها عن والده : "أحرص على الاحتفاظ بالأدوات التراثية في مكان استقبال الضيوف، خاصة الأدوات التي تستخدم لإعداد القهوة العربية كالنجر والمحماس والدلال البغدادية التي ورثتها عن والدي، فهي من أجود النحاسيات التي أمتلكها ومازلت أحتفظ بها إلى الآن". وفي ذات السياق تقول أم نايف في الثمانين من عمرها: "الموروثات القديمة تذكرنا بأيام الصبا ونشتم من خلالها عبق الماضي حيث البساطة وعدم التكلف، وتضيف: أحتفظ بثلاثين قطعة منها المغزل والمهباش وأدوات النطي التي استخدمها لصنع البسط "السجاد". أما أم خالد فمازالت تحتفظ بصندوقها الخشبي المزين بالألوان الجذابة وتقول: "مازلت أحتفظ بهذا الصندوق, حيث إنه يمثل لي الماضي العريق والذكريات الجميلة، ومازلت أحفظ بداخله المكحلة القديمة المزخرفة والمبخرة التي أهدتها لي والدتي في ليلة زفافي بالإضافة إلى المشط المصنوع من العظم". وتضيف أم راكان: "خصصت غرفة لحفظ الأدوات التراثية القديمة التي ورثتها عن أبي وأمي رحمهما الله, خاصة تلك التي تستخدم للضيافة من أدوات نحاسية وغيرها مما نسجته لي والدتي في ليلة زفافي من مخدات صنعت من الصوف الطبيعي وبعض البسط ذات الألوان الزاهية". وتذكر أم صياح أنها مازالت تحتفظ ببعض الأواني الفخارية والجلدية التي تستخدم في تبريد المياه وتقول: "التراث يجري في دمي وهو من العادات والتقاليد التي لا يمكن لنا تجاهلها فهي جزء من ماضينا، وما زلت استخدم الأواني الفخارية في تبريد المياه فهي لها نكهة مميزة، أما الأدوات الأخرى كالنجر والمحماس والسراج الزيتي أحتفظ بها فقط للزينة، وأتذكر الأيام الماضية حيث الحفاوة وحرارة الاستقبال والأصالة.