إن ثورة تطوير الأنظمة والقوانين بالمملكة أصبحت واضحة للعيان، ابتداء من الأنظمة الأساسية ومرورا بجميع الأنظمة الأخرى، إلى أن وصل أثر التطوير إلى أنظمة دقيقة جدا، بعضها كان موجودا - وتم تطويره - وبعضها تم استحداثه. لقد حظي المستهلك بنصيب الأسد من تلك الأنظمة، ولعل من أبرزها نظام الغذاء الجديد الذي يعتبر تتويجا لجهود الهيئة العامة للغذاء والدواء، فجهودها كثيرة وبصمتها واضحة، فبفضلها - مثلا - أصبح التقاعد الإجباري هو مصير الكثير من العبارات الدعائية "المضللة" التي عاثت فينا فسادا لما يربو على نصف القرن. من أشهر تلك العبارات كانت عبارة "خال من الكولسترول" والتي لم تدع بيتا إلا ودخلته، نظرا لصلة القرابة القوية التي تربطها بزيوت القلي! بعد صولات وجولات، ترجلت هذه العبارة الشهيرة عن صهوة قارورة الزيت، بل واصطحبت معها ذلك القلب الأحمر العملاق الذي كان هو الآخر يعطي انطباعا مضللا عن مدى مناسبة تلك الزيوت للقلب والشرايين! كثيرة هي العبارات المضللة التي كانت تستهدف المستهلك في "زمن الطيبين"! فخذ مثلا: "مفيد لمرضى السكري"، "يخفض الإصابة بالسرطان"، "يوقف خطورة الجلطة"، "يؤخر بوادر الشيخوخة"، "يمنع تسوس الأسنان"، "يزيد من مناعة الجسم"، "يحسن صحة الأسنان عند الأطفال"، "يساعد على النمو"، "يساعد على الهضم"، كل هذه العبارات وغيرها الكثير تم حظرها بفضل هذه الهيئة الفتية التي أصبحت تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التأثير على قرار المستهلك أو التلاعب بمشاعره! إن المتأمل في واقع المملكة اليوم سيدرك حجم الثورة التنظيمية والقانونية التي تشهدها البلاد، التي تصب كلها في مصلحة المواطن، ولا شك أننا مقبلون على نقلة نوعية وتطور شامل على كافة الأصعدة والمستويات، وسنرى جميعا آثارها في القريب العاجل.