انتقد المسؤول البارز في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رئيس المجلس الوطني السابق عبدالباسط سيدا تصريحات رئيس أحد المراكز الاستراتيجية الإيرانية التي دعا فيها حكومة طهران إلى مواصلة دعم نظام الأسد، ولو كان على حساب قوت الشعب الإيراني، متهما إيران بالعمل على تهجير السوريين وتغيير التركيبة السكانية لبلاد الشام. يأتي ذلك، فيما واصلت إيران سياستها القمعية بحق رموز السنة، فبعد منعها إياهم من المشاركة في مؤتمر الإسلام ومكافحة الإرهاب في السعودية، رفضت مغادرة إمام أهل السنة في زهدان عبدالحميد إسماعيل وخروجه من البلاد لتسلم جائزة "تنديس مهر" الحقوقية.
رفض مسؤول بارز في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تصريحات رئيس مركز "عمار" الاستراتيجي الإيراني مهدي طالب التي دعا فيها الحكومة إلى مواصلة دعم نظام الأسد، ولو كان على حساب قوت الشعب الإيراني، بحسب قوله. وزاد بأنه يعد سورية المحافظة رقم 35 في إيران. وأشار القيادي في الائتلاف ورئيس المجلس الوطني السابق عبدالباسط في تصريحات إلى "الوطن" إلى أن كلمات طالب تعكس بجلاء طريقة تفكير القيادة الإيرانية ونظرتها للأمور، وقال "للأسف فهذه النظرة المتخلفة هي التي تحكم صناع القرار الإيراني، فهم ينظرون إلى سورية نظرة تحكمها الأطماع والرغبة في مد النفوذ. وأمثال هذه الشخصيات المتطرفة هم الذين لهم تأثير فعلي على دوائر صنع القرار. وهذه الطريقة في التفكير توضح سر التمسك الشديد لطهران بدعم النظام السوري، وبذلها عشرات المليارات من الدولارات لمساعدته عسكريا واقتصاديا". وأضاف "مطامع إيران في سورية قديمة وترجع إلى ما قبل اندلاع الثورة، فهم يريدون السيطرة على المنطقة لدوافع طائفية، ويرون أن المجتمع السوري السني يمثل تهديدا يقف أمام مشروعهم التوسعي نحو العراق ولبنان. لذلك فإن ما يحدث في سورية حتى الآن يتوافق تماما مع مصالحهم، فهم يتصورون أن تشريد السوريين من ديارهم ودفعهم للهجرة وطلب اللجوء في الخارج، وإحلال مرتزقة إيرانيين وأفغان مكانهم يمكن أن يغير التركيبة السكانية لسورية بالشكل الذي يجعل السنة أقلية، وبالتالي يحققون أهدافهم. لكن فات عليهم أن السوريين الذين اضطرتهم الظروف للهجرة سيعودون إلى بلادهم، وأننا لن نرضى حتى نتمكن من دفع كل من أجرم في حق شعبنا لإيقافه أمام العدالة ليلقى جزاءه". ومضى سيدا بالقول "الكل يعرف أن إيران هي السبب الرئيس في اندلاع الأحداث في سورية، فهي التي أوحت إلى النظام الفاسد باستخدام العنف ضد الشعب في انتفاضته السلمية، وهي التي تقف وراءه وتمنع انهياره، ولولا الدعم الكبير الذي تقدمه له لما استطاع الأسد أن يصمد أسبوعا واحدا أمام الثوار. لكن إيران تمده بالسلاح والمقاتلين والمال حتى المواقف السياسية التي اتخذتها بعض الدول لدعم النظام، مثل روسيا، كانت إيران تقف وراءها. كل ذلك لأجل دعم رئيس رفضه شعبه وأعلن الثورة عليه". وكان طالب الذي يترأس مركز "عمار" الاستراتيجي للحروب الناعمة الذي يعد بمثابة غرفة تخطيط للحرس الثوري قال في تصريحات صحفية "إن إيران لديها ثروات طبيعية كثيرة كالغاز والنفط، وعلى الشعب الإيراني أن يقلل من طعام سفرته من أجل نصرة ودعم المقاتلين في سورية والعراق ولبنان واليمن". ووصف هذا المسؤول - يعمل أستاذا في حوزة قم الدينية - سورية بالمحافظة الإيرانية رقم 35 في ظل حكم الأسد، وأن أهميتها بالنسبة لإيران أكبر من أهمية إقليم الأحواز العربي، وقال "لو خسرنا سورية لا يمكن أن نحتفظ بطهران، ولكن لو خسرنا خوزستان "الأحواز" سنستعيده ما دمنا نحتفظ بسورية". في سياق ميداني، لقي العشرات من جنود النظام مصرعهم في هجوم شنته قوات المعارضة على مبنى المخابرات الجوية في حلب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم بدأ بتفجير نفق حفره الثوار أسفل المبنى، وعقب الانفجار قام الثوار بإطلاق النار على من كانوا موجودين داخل المبنى.