فيما تواصل الأجهزة الأمنية تنفيذ المرحلة الثانية من عملية تحرير محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، شارك ضباط ركن من منتسبي الجيش السابق في تطهير مدنهم بقيادة أفواج المتطوعين والمشاركة مع القادة العسكريين في وضع الخطط وتحديد محاور الهجوم، في غضون ذلك دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إبعاد الميليشيات عن الحشد الشعبي، وأكد أنها تتعامل مع غير "الدواعش" بأسلوب "قذر كالذبح". وقال ممثل المحافظة في مجلس النواب مطشر السامرائي ل"الوطن" إن "معظم مسلحي عشائر المحافظة من منتسبي الجيش العراقي السابق ضمن قوات الحرس الجمهوري والأمن الخاص والأجهزة الأخرى المنحلة انضموا إلى أفواج المتطوعين، بينهم 38 ضابط ركن، شاركوا مع القادة العسكريين في وضع الخطط وتقديم المعلومات وتحديد محاور الهجوم، بعد فرض داعش سيطرته على تكريت في 11 من يونيو الماضي". ومدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين مسقط رأس رئيس النظام السابق صدام حسين تضم أعدادا كبيرة من الضباط برتب عالية، تم تسريحهم من الخدمة نتيجة قرار حل الجيش العراقي بعد الغزو الأميركي للعراق، بعضهم عاد إلى الخدمة، والقسم الأكبر منهم خضع إلى إجراءات اجتثاث حزب البعث المحظور. ودعا السامرائي القوى السياسية المشاركة في الحكومة إلى إعادة النظر في الإجراءات التي وصفها بالمجحفة بحق منتسبي الجيش السابق، قائلا "مشاركة الضباط السابقين في عملية تحرير مدنهم موقف وطني يعبر عن شعورهم بالمسؤولية، واستعدادهم لملاحقة الجماعات الإرهابية، وننتظر من الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية أن تعيد النظر في كل القوانين والتشريعات والإجراءات المجحفة بحقهم". وحاصرت القوات الأمنية أمس منطقة القادسية وحي الطين وسط مدينة تكريت فيما تقدمت قطعات أخرى المحافظة في اتجاه مركز ناحية الدور وسط هرب عناصر داعش. بدورها وجهت الحكومة المحلية نداء إلى ما تبقى من أهالي مدينة تكريت الساكنين في الأحياء الخاضعة إلى سيطرة التنظيم إلى مغادرتها والابتعاد عن ساحة العمليات العسكرية. في شأن آخر، قال مقتدى الصدر في رده على سؤال لأحد أتباعه: "إن الحشد الشعبي يجب أن يكون ضمن الجهات الحكومية الرسمية في سلكي الجيش والشرطة العراقية، وذلك لأسباب عدة من بينها ثلاث نقاط هي ضبط عناصره وإعادة الهيبة للجيش والشرطة العراقيين وإبعاد الميليشيات الوقحة التي ما زالت تسيء للحشد الشعبي". وأشار إلى أن "الميليشيات الوقحة تتعامل مع الوضع الأمني بأسلوب قذر بالذبح والاعتداء على غير الدواعش الإرهابيين بغير حق وتريد أخذ زمام الأمور بيدها لبسط نفوذها بالذبح والاغتيالات وتشويه سمعة المذهب بل الإسلام"، مؤكدا أن "هذه الأعمال ستفشل التقدم والنصر اللذين حققهما الحشد الشعبي المطيع للمرجعية والمحب للوطن".