رأى المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية "كير" في الولاياتالمتحدة الأميركية الدكتور نهاد أحمد خلال مشاركته بجلسات المؤتمر العالمي الإسلام ومحاربة الإرهاب في مكةالمكرمة أمس، أن ضعف مؤسسات المجتمع المدني أحد أهم الأسباب الاجتماعية التي تهيئ مناخا مناسبا لظهور الإرهاب، ورواج الأفكار المنحرفة والمتطرفة، فيما اختار الأستاذ المساعد بكلية إدارة الأعمال بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور أحمد فرحان "الفساد الإداري والمالي" سببا اقتصاديا يمنح الفكر المنحرف بيئة مثالية، وارتأى الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في جدة إحسان طيب أن يتناول "أثر الإرهاب على العمل الخيري الإنساني". وشهدت الجلسة الأولى التي أدارها الأمين العام للقمة الروحية الإسلامية في لبنان محمد نمر السماك تفاعلا من المشاركين الذين أبدوا عددا من الآراء المختلفة، يمكن لبعضها أن تكون مسودة لإحدى توصيات المؤتمر الختامية. وترأس رئيس جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة في الجزائر الدكتور عبدالله بوخلخال الجلسة الثانية التي خصصت لمناقشة محور الأسباب التربوية والثقافية والإعلامية، وأرجع الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور الريح حمد النيل تنامي ظاهرة الإرهاب إلى ضعف الثقافة بمفهومها الواسع لدى المجتمعات البسيطة، الناتج عن تواضع المناهج التعليمية، ما يتسبب في تلاشي الثقافة المتزنة وبروز ثقافة العنف. ورأى أستاذ الإعلام والعلاقات العامة بجامعة إلينوا الأميركية الدكتور محمد صديقي أن وسائل الإعلام يجب أن تقوم بدورها التوعوي والتثقيفي، وأن توليه اهتماما أكبر، عطفا على القدرة الكبيرة التي تملكها في التأثير، محذرا من استغلال وسائل الإعلام في نشر الفكر المتطرف والإرهاب في المجتمعات. وتطرق الأمين العام للقمة الروحية الإسلامية في لبنان محمد السماك لموضوع التطرف بجميع أشكاله وما يحمله من تصنيفات لا تخلو من إقصاء الآخر، ما يولد البغضاء والكراهية اللذين يفتحا الباب على مصراعيه لإرهاب الذي يعتمد بشكل أساس على العنف ونبذ الجميع. واختتمت فعاليات الجلسة بورقة عمل قدمها أستاذ السيرة النبوية بجامعة القرويين في المغرب الدكتور رشيد كهوس، وتناولت ضعف ثقافة الحوار وأدبياته، وتراجع تأصيل ثقافة الاختلاف، بوصفها أسبابا تربوية ثقافية يستطيع من خلالها الإرهاب التنامي. وكان موضوع "الإرهاب والمصالح الإقليمية والعالمية" محور الجلسة الثالثة التي ترأسها رئيس الشؤون الدينية في تركيا الدكتور محمد كورماز، وقدم في بدايتها الأستاذ بجامعة عبدالملك السعدي في المغرب الدكتور محمد العسري موضوع التحيز غير العادل في قضايا المسلمين، ما يزيد من فرص الاحتقان لدى الشعوب المسلمة والشعور بالظلم، فتكون بذلك فرائس سهلة للتغرير بأكثرهم حماسة ومن ثم تجنيدهم كإرهابيين، فيما جاء موضوع إثارة الطائفية والفتن بين أقطار العالم الإسلامي ومجتمعاته ثانيا في هذه الجلسة، وتولى الحديث عنه عميد الكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية في السنغال الدكتور محمد لوح، عقبه موضوع لأستاذ العلوم السياسية عضو مجلس الشورى في المملكة الدكتور صدقة يحيى فاضل، سلط فيه الضوء على استغلال الإرهاب لمصالح إقليمية وعالمية وطائفية، ثم موضوع الإرهاب السياسي وانتهاك حقوق الإنسان لمعالي وزير العدل الفلسطيني السابق الدكتور علي خشان. وشهدت فعاليات الأمس عقد ثلاث ورش عمل حملت الأولى منها عنوان "أفضل الوسائل لعلاج الإرهاب.. برامج عملية لمكافحته"، وأدارها الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك في الأردن الدكتور عبدالناصر أبو البصل، وشارك فيها كل من عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور ناصر العقل، والأمين العام للكراسي البحثية والوقف العلمي بجامعة حائل الدكتور عثمان العامر، ورئيس شعبة الدراسات بمركز محمد بن نايف للمناصحة العقيد الدكتور يحيى أبو مغايض، والأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي الدكتور صالح المرزوقي، والمشرف العام للنشاط الطلابي بوزارة التعليم جمال الفايز. وتناولت ورشة العمل الثانية موضوع الدولة في الرؤية الإسلامية المعاصرة وأدارها رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان الدكتور عصام الدين البشير، وشارك فيها كل من عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة سابقا الدكتور محمد الزحيلي، والنائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس في فلسطين الدكتور يوسف جمعة سلامة والعضو السابق في لجنة القانون الدولي الدكتور كامل الطيب إدريس، والباحث بمخبر البحوث الاجتماعية والتاريخية في جامعة عسكر في الجزائر الدكتور طيبي غماري. واختتمت ورش العمل بموضوع (دور الإعلام في مواجهة الإرهاب) الذي أداره عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور سامي محمد الشريف، وشارك فيها كل من مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في فرنسا الدكتور أحمد الهادي جاب الله، ومدير تحرير مجلة البيان في الرياض أحمد الصويان، وممثل الرابطة والإغاثة في الأممالمتحدة والمشرف على مكاتبها في كندا وأميركا المهندس عبدالعزيز الثمالي.