خمس سنوات مضت والمركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، يسعى لحث الجامعات السعودية ومساعدتها للاستفادة من التقنية في شتى مجريات العملية التعليمية، الأمر الذي وصفه مسؤول رفيع بأنه لا يخلو من المصاعب والعقبات، مبديا تخوفه مما أسماه ب"محو الأمية الإلكتروني"، كون هذا الأمر قد يشكل عقبة في مستقبل التعلم الإلكتروني. وأكد وكيل وزارة التعليم للشؤون التعليمية بقطاع التعليم العالي الدكتور محمد العوهلي، خلال مؤتمر صحفي عقد أمس للحديث عن الاستعدادات النهائية للمؤتمر الدولي الرابع للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في الرياض، بأن مخرجات النسخ السابقة من المؤتمر أثرت العملية التعليمية في جوانب متعددة. واعتبر العوهلي انعدام أو سوء الخدمات الخاصة بالإنترنت في بعض مناطق المملكة مشكلة تعطل تحقيق مساعي الوزارة الهادفة لنشر ثقافة التعلم الإلكتروني، مشيرا إلى أن وجود الإنترنت هو عصب العملية التعليمية باستخدام التقنية. وشدد على أن مؤهلات الدراسات العليا التي حققها الطلبة عن طريق برامج التعليم عن بعد، تعد مؤهلات نظامية تضمن لحاملها الحصول على فرصة للعمل في القطاعين الحكومي والخاص، مؤكدا أن الجهات المسؤولة عن التوظيف تعاني من إشكالية عدم اعتماد وظائف تفسر نوع المؤهل المطلوب. إلى ذلك، وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تنظم وزارة التعليم ممثلة في المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، المؤتمر الدولي الرابع للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، الذي يعقد خلال الفترة من 11 إلى 14 جمادى الأولى الجاري في مدينة الرياض. ويستضيف المؤتمر أكثر من 20 متحدثا وخبيرا من نخبة التربويين والباحثين وصناع القرار على مستوى العالم، لمناقشة مستجدات التعلم الإلكتروني تحت الشعار الرئيس للمؤتمر "تعلم مبتكر: لمستقبل واعد". وفي ذات السياق، عقدت اللجنة العلمية للمؤتمر عددا من الاجتماعات كان من نتائجها التواصل مع عدد من الخبراء العالميين كما هي عادة المؤتمر في جميع دوراته السابقة. وتمت دعوة عدد من هؤلاء الخبراء العالميين للتحدث في المؤتمر، كما تم الاتفاق مع عدد من المتخصصين والمتميزين في المجال للكتابة في مواضيع مبتكرة وذات علاقة بمستجدات التعلم الإلكتروني من داخل المملكة وخارجها بحسب محاور المؤتمر. وبلغ عدد المشاركات التي رفعت أكثر من 425 مشاركة تنوعت ما بين أبحاث وأوراق عمل، كما تنوعت الجغرافيا، حيث وصلت المشاركات من أكثر من 25 دولة. ونظرا للإقبال الشديد على المؤتمر وبناء على رغبة العديد من الباحثين فقد تم تمديد فترة استقبال البحوث والدراسات حتى 24-12-1435. كما تم فتح المجال لتقديم الأفكار والتجارب في مجال التعلم الإلكتروني من خلال لوحات عرض (بوسترات)، ليقدم المهتمون والمبدعون ما لديهم من أفكار وتجارب لتبادل الخبرات واطلاع المهتمين بالمجال على إنجازاتهم العلمية. وجرت عملية تحكيم المشاركات من خلال نخبة من المحكمين المختصين، تم اختيارهم بعناية ويتميزون بالكفاءة العلمية والتجربة الثرية وعبر منصة تحكيم إلكترونية، كما تم وضع ضوابط للتحكيم والدليل الإرشادي لعملية التحكيم وتم إعلان نتائج التحكيم في 14 صفر المنصرم. من جانبه، قال مدير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني، نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عبدالله المقرن، إن المؤتمر حرص منذ بداياته على استضافة متحدثين من دول مختلفة ممن يملكون رصيدا من الخبرات والتجارب التي يستفاد منها خلال الجلسات، حيث سيسلطون الضوء على أفضل الممارسات في بيئات التعلم الافتراضية ومستجداتها. وأعلنت اللجنة التنظيمية للمؤتمر عن إطلاق 27 ورشة تدريبية بالتزامن مع المؤتمر، تنظم يومي السبت والأحد المقبلين في فندق الكمبينسكي بالرياض وتغطي هذه الورش التدريبية عددا من المواضيع ذات العلاقة بمحور المؤتمر الرئيس "تعليم مبتكر لمستقبل واعد".