لا شك أن شبابنا مستهدفون في الوقت الراهن من الأفكار الضالة والهدامة التي تمارسها جماعة داعش الإرهابية ضد المجتمع الدولي، ووجوب تحصينهم واتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها هذه الجماعة. وأن هذا الفكر يرتكب مثل هذه الجرائم البشعة، وفي الوقت نفسه يدعي أنه على نهج إسلامي، فهو يجمع بين النقيضين معا (في وقت واحد)، وهو ما يؤكد أنه فكر إرهابي ضال لا علاقة له بالعقل السليم، ولا بالدين وإنما ينسب نفسه إليه لتنفيذ مآربه الخبيثة وأولها إقناع الشباب الذي يتحمس دون التروي وقراءة ما بين السطور، وقد تخطى هذا التنظيم حدود العقل بممارساته في القتل والحرق والتعذيب الذي لا تقبله ملة ولا دين، بل إن هذا الفعل يؤكد انحرافه وضلاله، لأن مثله لا يصدر إلا من تنظيمات منحرفة سلوكيا وأخلاقيا. إن من الواجب التصدي لهذا الفكر الضال بعدة طرق: أولها كشف جرائمه وممارساته الشنيعة المروعة غير الإنسانية، وأغراضه الدنيئة، وارتكانهم لهوى النفس ورغبتهم الشديدة في الإجرام والإرهاب وارتكاب أبشع الجرائم والتشفي بها، وثانيها التثقيف والدعوة إلى الوسطية والتركيز على الشباب الذي هم الفئة المستهدفة من قبل هذا التنظيم، وهو ما دعا إليه مركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للحوار لتقوية العقيدة والمبادئ الإسلامية للتصدي لأي من هذه الإغراءات الكاذبة، وكذلك مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وثالثها التصدي للوسائل الإعلامية الحديثة التي لا ننكر أنها تطغى على حجم لا يستهان به من حياتنا اليومية، وذلك بالتأكيد على أن المواد التي تعرض من خلالها أنها تتضمن نبذ مثل هذه الأفكار والعنف سواء بالألفاظ أو التصرفات، ورابعها التصدي العسكري الذي أجمعت عليه غالبية دول العالم على اقتلاعه من جذوره إن لم تكن كلها بعد أن تأكد من كان لديه شك بتوجهات هذا التنظيم السادي المنحرف، وكلنا ثقة لما عرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الحكمة والحنكة في التعامل مع مثل هذه الحالات التي هي وقتية إذا ما تم التصدي لها، ولو تأملنا السيرة الذاتية والمسيرة التي تدرج بها الملك سلمان فهي تبعث بالأمل لإزالة هذا الورم السرطاني من جسم الأمة الإسلامية.