حديث شريف رغم أنه معدود الكلمات، إلا أنه تناول في مضمونه العديد من الوصايا، وكيفية التعامل مع المرأة مهما اختلف عمرها, لعلي أذكر بعضا من حالات العنف التي تعرضت لها المرأة سواء من الأسرة أو المجتمع، حالات قد ظهرت وما خفي كان أعظم ,فأبرزها الطفلة، والأم التي تناولت قصتها جميع وسائل الإعلام، أيعقل ذلك الأب؟ لم أستطع أن أفهم أو أترجم كل ذلك. كبرت قبل أوانها، وأنجبت قبل أوانها وألقيت بالشارع تنام على الأرصفة، وفي المستشفيات. أين الأب من هذا كله؟ أيعقل أن يحمل قلبا داخل صدره؟ إذا لم تشعر الفتاة بالأمان داخل أسرتها أين تجده؟ هل تبحث عنه في أماكن أخرى؟ كيف سمحت له غيرته لو لم نقل أبوته بأن يحدث كل هذا مع ابنته فلذة كبده؟ هذه حالة من العديد من الحالات التي هضم حقها بالحياة، قد تكون صورة بشعة لكنها الحقيقة. لم نسمع بالسابق عن هيئة حقوق الإنسان، ولكننا اليوم نجدها وبكثرة. هذا إن دل على شيء فإنما يدل على تزايد الحالات وغياب الرحمة وطغيان القسوة سواء بالإيذاء الجسدي أو اللفظي. المرأة كرمها الإسلام منذ ولادتها وجعلها مكفولة في بيت أبيها وزوجها وحتى وفاتها. مهما فعلت المرأة لا يستدعي من الأب أو الأخ أو الزوج أن يعاملها بالقسوة، لأنه إذا احتواها بالكلمة الطيبة والفعل الحسن واتبع هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في التربية الصحيحة والمعاملة الحسنة لما صدر منها إلا كل فعل حسن. أين نحن من تعامل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان يقبل ابنته فاطمة ويقف لها إذا أقبلت عليه وهو خير البشر. أما في وقتنا الآن فيشعر الأب بالحرج إذا قبل ابنته وقد لا يقبلها إلا في المناسبات، كيف ستشعر بحبه؟ وهذا الحديث بناء على قول أغلبية الفتيات اللواتي تعرضن للعنف بجميع أشكاله. فهل نعوّد أنفسنا على هدي تربية الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه لو لم يكن يعلم طبيعة المرأة ومن هي لما وصفهن بالقوارير؟