أجمع عدد من علماء وقضاة منطقة الباحة على أن المبالغة في طلب أموال للعفو عن القصاص، يعد من الجشع والطمع الممقوت المرفوض ومنكر واستغلال لعواطف الناس بغير حق ولا هدى ولا كتاب منير، داعين إلى العفو والتسامح وعدم المبالغة في ذلك، وهو ما حث عليه الدين الإسلامي الحنيف لاحتساب الأجر والفضل الكبير من المولى عز وجل. وأكدوا أن العفو والصفح في القصاص الذي يعد من شيم العرب وصفاتهم النبيلة يعد تاجا يمكن أن يلبسه أي إنسان، فهو يؤخذ ولا يعطى وينظر إليه الناس بمختلف فئاتهم بالمحبة والإعجاب والتقدير. وحذر رئيس محكمة الاستئناف بالباحة الشيخ عبدالله القرني مما يقع في هذه الأيام من مبالغات كبيرة جدا في مبالغ الإصلاح في الدماء حتى أصبحت مما يستنكر ويعاب على أهل بلاد الدين والتسامح والشيم والأخلاق من عهد الآباء والأجداد، وأخرجت الصلح عن مسار الخير والرحمة والأجر والثواب، وعاد ذلك نوعا من الجشع والطمع في الدنيا والمتاجرة بدم القاتل وتقليل الحياء مع الله. وطالب العقلاء والرحماء وأهل الشيم والحل والعقد في مجتمعنا الإسلامي المتلاحم المتراحم، باستنكار ومنع كل من يستغل مساعي الصلح إلى أحلام الثراء إذلالا وإغاظة لكل من له صلة بالقاتل وكل من في نفسه حب للخير. من جانبه دعا كاتب عدل بالعقيق وإمام وخطيب جامع عبدالله بن عباس بالمشيريف الشيخ عبدالله آل مديس، المصلحين بأن يراعوا الأمانة التي من أجلها شرع الصلح وعدم الزيادة في طلب الديات أو تكليف أهل الجاني وتحملهم بما لا طاقة لهم به بمبالغ طائلة تخرج عن مخالفة المقاصد والشرعية التي شرعت العفو والصفح عن الجاني. وأكد أمين لجنة إصلاح ذات البين بالعقيق محمد بن سعيد الغامدي، أن العفو في الآونة الأخيرة أخذ اتجاها آخر أشبه ما يكون بالمتاجرة فيما بين رئيس قسم التربية الإسلامية بتعليم الباحة إمام جامع الملك سعود الدكتور عبدالله الباقي، أن ما يقع في هذه الأيام في بلادنا من اشتراط ديات تقدر بملايين الريالات يعد شرطا تعجيزيا للقاتل وأوليائه، ففيه تعريض عصبة القاتل لذل السؤال والتعرض لإحسان المحسنين وإن كانوا في غاية العفة تجاه المسألة.