عادت قضية النشر والكتاب السعودي ومعاناة الأدباء والكتاب معها إلى الواجهة مجددا، إذ اتهم كاتب سعودي دار نشر سعودية بالتحايل وغمط حقوقه، ورفع شكوى ضدها في وزارة الثقافة والإعلام، غير أن شكواه مرت ببيروقراطية طويلة من دون فائدة على حد قوله. وسرد القاص والروائي عمرو العامري مشكلته ل"الوطن" قائلا: "بعد نفاد الطبعة الأولى من كتابي (ليس للأدميرال من يكاتبه) التي طبعتها داخل المملكة أشار علي بعض الأصدقاء بطباعته مرة أخرى وعبر دار معروفة لتشارك به في معارض الكتب الخارجية وتعمل على إيصاله إحداها كونها دارا سعودية تعرف معاناة الكتاب مع دور النشر، وتواصلت مع مسؤولها، الذي ما أن اطلع على مسودة الكتاب حتى وافق فورا بل واستعجلني العمل حتى يكون الكتاب موجودا في معرض الكتاب بالرياض 2012 الذي كان على الأبواب". وأضاف "بدأنا تبادل المسودات (بريديا) بعدها طلب مني تحويل مبلغ تكاليف الطباعة وقد حولتها له عبر حوالة بنكية، وكل هذا تم دون إبرام عقد بيني وبينه كوني أجهل الأنظمة أولا (وهذا ليس تبريرا) وكوني كنت أتعامل معه ليس كناشر ولكن كمثقف وصديق مشترك أيضا لم أكن حريصا على عقد مكتوب كون هدفي لم يكن يوما تجاريا ولكن رغبتي في إيصال كتابي للقارئ". وقال العامري: "صدر الكتاب وشارك في معرض الكتاب وطلبت من الناشر 100 نسخة لأهديها للأصدقاء إلا أنه اعتذر بأن الكتاب لم يفسح بعد للسوق السعودية وأن تعليمات المعرض المشددة تمنع ذلك. لكنه وعدني بأن يرسل لي النسخ المطلوبة بعد انتهاء المعرض.. وصدقته. وبعد انتهاء المعرض تواصلت معه للحصول على نسخ غير أنه طلب مني فسح الكتاب وبالكاد أرسل لي ثماني نسخ لأتقدم بها للفسح. وكانت المفاجأة عندما اتصل بي صديق وقال إن كتابي متوافر في فروع مكتبة جرير. وعند سؤاله كيف ومتى فسح الكتاب إفاد بأنه بعلاقاته فسح الكتاب.. ومرة أخرى صدقت. ونفد الكتاب سريعا داخل المملكة وتواصلت مع مسؤولها لإعادة طباعته مع الرغبة في تصحيح الكثير من ألأخطاء إضافة إلى كتابة عقد. وأرسلت له التعديلات وطلبت منه إرسال عقد. وأرسلت له رسالة جوال أن العقد لم يصل.. ولم يرد". ولتوضيح معاناته أكثر من الدار أوضح العامري: "في هذه الأثناء كانت الدار تشارك بكتابي في جميع المعارض الخارجية ومعارض الجامعات والأندية الأدبية، ولم أكن أعرف ذلك. كما تم تسويق الكتاب عبر مكتبة النيل والفرات وإلكترونيا أيضا. وفي معرض الرياض الماضي طلبت منه مشاهدة الطبعة المعدلة لكنه ذكر أن نسخ الطبعة القديمة لم تنته.. رغم أنه سبق أن ذكر لي أنها نفدت! والسؤال هنا، أنه ذكر أنه طبع ألف نسخة.. وأنه باع على جرير 600 نسخة وأنا وقعت أكثر من 100 نسخة في معرض الرياض إضافة إلى مشاركته الداخلية والخارجية. حينها قررت التقدم بشكوى لوزارة الإعلام، فرع منطقة مكة المرمة قسم حقوق المؤلف.. وشكوى أخرى لإدارة الإعلام الداخلي، حيث إن كتابي وزع داخل المملكة من دون فسح، وهذه مخالفة، وكانت المفاجأة رد الوزارة الذي يفيد بأن الدار غير سعودية، ولا يعرف لها عنوان، وأنها ربما تكون مسجلة في لندن أو بيروت وعلي مقاضاتها هناك، والمفاجأة الثانية هي أن كتابي كان مفسوحا من قبل دار أخرى التي لم أكن قد سمعت عنها ولم أعطها توكيلا ولم أعط لأي أحد. وتقدمت بشكوى أخرى ضد الدار الثانية بعنوانها وهواتفها المعروفة في الرياض وقد مضى الآن أكثر من شهرين ولم أتلق جوابا من وزارة الإعلام فرع منطقة مكةالمكرمة، رغم مراجعتي المستمرة، ما اضطرني إلى إرسال برقية جديدة لوزير الإعلام الجديد الأسبوع الماضي، حول القضية نفسها، وما زلت أنتظر".