تبنت وزارة الثقافة والإعلام الفكرة التي طرحها مقرر اللجنة الثقافية في معرض الكتاب، محمد عبدالله الفيصل، ودعمها وكيل الوزارة للثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان، وأوكلت المهمة إلى «المجلة العربية» للإشراف على تنفيذها من خلال جناحها في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي سينطلق اليوم، متيحاً الفرصة للمؤلفين السعوديين الذين نشروا كتبهم دون ناشر، لعرض مؤلفاتهم وبيعها في المعرض. وقال منسق الركن، بندر الجاسر، في اتصال مع «الشرق»: هذه الفكرة لاقت استحسان المؤلفين السعوديين الذين نشروا كتبهم على حسابهم الخاص، حيث تتيح لهم تسويق كتبهم وبيعها عن طريق جناح تم تخصيصه بالتنسيق مع إدارة المعرض، وأن هذه الخدمة تقدم لهؤلاء المؤلفين بدون مقابل. محمد عابس وأكد رئيس اللجنة الإعلامية لمعرض الرياض الدولي للكتاب محمد عابس أن الجناح المستحدث تحت إشراف المجلة «العربية»، والذي يسمح في إتاحة الفرصة للمؤلفين السعوديين الذين طبعوا مؤلفاتهم على نفقتهم الخاصة يشمل الكتب التي لم تكن تحت مظلة دار نشر، سواء كانت الطباعة في الداخل، أو الخارج، بشرط أن تكون مفسوحة من الوزارة. وأشار عابس إلى أنه إذا طبع المؤلف كتابه في دار نشر لا ينطبق عليه الأمر، لأن الدار لديها جناح. مفيداً: «إنما نقصد الذين يطبعون على حسابهم خارج نظام وآلية دور النشر في الداخل أو الخارج». ويرى عابس أن إعلان الفرصة لم يكن متأخراً، فالمعرض يستمر حتى 16من شهر مارس، نتيجة تفاهم مع المجلة العربية للقيام بهذا الدور. ولا يعتقد أن هناك مؤلفا ليس لديه نسخ من كتابه، مضيفاً: «طالما هو مطبوع يمكن طلب نسخ منه من قبل المؤلف في اليوم نفسه». ويؤكد عابس أن الفكرة جاءت نتيجة الطلبات والإحراجات التي لمسوها من المؤلفين، حيث ترفض أكثر الدور عرض كتبهم في أجنحتها، ولذلك تبنى الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية، والمشرف العام على المعرض هذه الفكرة، ووجه إدارة المعرض بتفعيلها. ولا ينصح عابس، بشكل شخصي، حسب تعبيره، بطباعة إنتاجه بنفسه، كون ذلك يشكل عبئاً عليه، وعدم معرفة وقدرة على التوزيع، لأن النشر صناعة، وليس اجتهاداً وعملاً فردياً. وأشار إلى عابس أن الجناح استحدث من باب الدعم للمؤلفين في تسويق مؤلفاتهم، وهي بادرة ممتازة من المعرض، وتم اختيار موقع ممتاز جداً لهذا الجناح، وسط المعرض وتحت مظلة الوزارة. الإقبال كبير جداً عثمان الصيني وأشار رئيس تحرير مجلة العربية، الدكتور عثمان الصيني، أن الفكرة اقترحت في اللجنة الثقافية لمعرض الكتاب، وتحمست لها اللجنة، وتولت المجلة «العربية» الإشراف عليها، والتنسيق مع المؤلفين، والإشراف على الجناح، وستباع الكتب لصالح المؤلفين بالسعر الذي يحددونه بدون أي مقابل. ويرى الصيني أنه على الرغم من أن الإعلان كان في المؤتمر الصحفي لوكيل الوزارة للشؤون الثقافية، المشرف العام على المعرض الدكتور ناصر الحجيلان، وأعلن فيه عن هذا الجناح، فإن إقبال المؤلفين الأفراد كان كبيرا جداً، مضيفاً «وأخشى أن العدد قد لا يستوعبه الجناح، ولذلك اقترحنا أن نأخذ ثلاثة مؤلفات للمؤلف الواحد بحد أقصى، لتتاح الفرصة لأكبر عدد من المؤلفين، «مشيراً إلى أنه هناك بعض المؤلفين لديهم أكثر من كتاب. وأوضح الصيني أنه ستتبع هذه الخطوة خطوة أخرى ستعلن عنها المجلة في المعرض، وهو موقع الكتاب السعودي الإلكتروني، تحت مظلة المجلة قريباً خلال الأشهر المقبلة، وسيتيح هذا الموقع كل المؤلفات السعودية بصيغة إلكترونية، بعد موافقة المؤلف. وأكد أن الفكرة ستكون بطريقة تحفظ حقوق المؤلف، ولا تؤثر على مبيعات الكتاب بالنسخة الورقية. ويرى الصيني أن معرض الكتاب في الرياض هو أكثر المعارض العربية مبيعاً، القاهرة الأقدم والأكبر حجماً، لكن الرياض الأكثر مبيعاً سنوياً، لهذا يحرص الناشرون على المشاركة في المعرض لضمانهم أنه أفضل معرض للمبيعات، نظراً لأن المعارض الأخرى محكومة بظروف، كسوريا وبيروت، مضيفاً «يعول كثيرون على معرض الرياض هذا العام، خاصة بعد نجاح معرض القاهرة». وعمّا إذا كانت المملكة هي الأكثر شراء، لكنها الأقل قراءة، أفاد الصيني حول سؤال «الشرق» أنه بالنسبة للخليج نحن أكثر كثافة سكانية، وبالنسبة للعالم العربي الأكثر قدرة شرائية، وقضية أيها أكثر قراءة، ولا يمكن الحكم عليها إلا عبر دراسات استقصائية، وليس هناك دراسة شاملة على مستوى العالم العربي في هذا الشأن. 300 اتصال في اليوم ويقول بندر الجاسر «بدأنا نأخذ المؤلفات أمس، وتقدم عدد كبير جداً لم نكن نتوقع هذا الإقبال الكثيف، الذي دفعنا لأن نقلل كمية النسخ التي نستقبلها، شعوراً منا بأن المكان بدأ يضيق بها، لأن العدد كبير جداً». وأشار الجاسر إلى كون المعرض مستقل، وتحت إشراف المجلة. وأضاف «ولا نخفيكم الاتصال في اليوم الواحد حوالي 300 اتصال للسؤال حول الموضوع، وكثيرون متحمسون للفكرة، وقرروا إرسال كتبهم عبر البريد السريع». ويؤكد الجاسر أنه سيتم بيع الكتاب بالسعر الذي يحدده المؤلف، وسيعطى المبلغ نفسه دون زيادة، أو نقصان، وإن تبقى عدد من الكتب ستعاد للمؤلف، والمسألة تطوع ودون أي مقابل لخدمة الناشرين السعوديين، عكس دور النشر التي تأخذ في الغالب نسبة 50 %، أو 60 % على ذلك. ونفى الجاسر رفض أي كتاب ممن تقدموا، مشترطاً أن يكون مفسوحاً من وزارة الثقافة والإعلام، وفي الوقت نفسه يوضح أن لجنة التنسيق لا تستطيع رد أي مؤلف مستوف للشروط. وأوضح الجاسر أن هناك مؤلفين من خارج المملكة، وأجانب من داخلها اتصلوا لعرض كتبهم، لكنها رفضت لأن الجناح مخصص للمؤلفين السعوديين فقط. وأشار الجاسر إلى كون الكتب مطبوعة في مطابع، سواء خارجية، أو داخلية، وليس دور نشر، وسترفض الكتب التي تحت مظلة دار نشر متواجدة في المعرض، أما إذا كانت غير ذلك، فذلك استثناء. ويعد الجاسر الخطوة رائدة، وحافظة لحقوق المؤلف السعودي. فرصة جميلة حسين آل دهيم وأشار الشاعر حسين آل دهيم إلى كونها فرصة جميلة، لكن ليس لديه نسخ من كتابه، ويقول «لو كانت في وقت مبكر لكنت تواصلت مع الناشر، وجلبت كتابي، لكن لا يمكننا أن نتواصل ونوفرها من بيروت في غضون أسبوعين، أو حتى شهر، لكنني في الوقت نفسه أخشى أن يتم الحديث حول مسألة الفسح».وقال آل دهيم كان بودي لو أصدرت الوزارة ما توضح فيه الشروط والتفاصيل، وأكد «ومهما يكن، فهذا الجناح فرصة للسنة المقبلة». احمد الملا ويرى الشاعر أحمد الملا أن الفكرة جميلة وهادفة وممتازة وجيدة جداً، لكنه لا يملك نسخاً كافية ليضعها في مكان البيع، فهو يكتفي بنسخ محدودة مخصصة لإهدائها للأصدقاء. ويعتقد الملا أن الأهم في الفكرة، حتى ولو جاءت متأخرة، أنها طُرِحَت، كما يأمل أن تستمر المجلة بفتح الباب في السنوات المقبلة، فهناك عديد من الكتب المنشورة التي لا تحظى بتوزيع الناشر، أو ليس لها ركن في المعرض. ويؤكد الملا أن المؤلف بحاجة إلى وقت ليرسل إلى الناشر، ويحصل على نسخ كافية، ومع ذلك يؤكد «لكن حتى ولو جاءت متأخرة، فهي جاءت لأول مرة، وهي فكرة جميلة، وقد يكون هناك عُرف بين الكتاب أن المكان، أو الركن، موجود في المعارض المقبلة، فالمعرض لن يكون الأخير، ومن الممكن أن تستعد الناس للأعوام المقبلة». معرض الرياض الدولي للكتاب