سجلت مدارس التعليم العام بمحافظة ظهران الجنوب الحدودية خلال اليومين الماضيين ارتفاعا في نسبة غياب الطلاب والطالبات بسبب امتناع قائدي حافلات النقل المدرسي عن نقل المئات من الطلاب والطالبات في مختلف المراحل الدراسية، لعدم استلامهم مرتباتهم من قبل الشركة المتعهدة والمسؤولة عن النقل منذ أشهر عدة - حسب قولهم -. وأجبر المئات من أولياء أمور الطلاب والطالبات على توصيل أبنائهم للمدارس في ظل الانقطاع المتعمد من قبل قائدي الحافلات وغياب عين المسؤول عن محاسبة المتعهد بالنقل، الذي تحولت معه مشكلة النقل المدرسي إلى ظاهرة سنوية لم تجد لها حلولا على الرغم من ضخ مليارات الريالات من قبل وزارة التربية والتعليم لحل المشكلة. قائدو الحافلات أجمعوا في حديثهم إلى "الوطن" على أن المتعهد ما يزال يتهرب وبشكل متعمد عن دفع حقوقهم وبأعذار واهية. وأكد كل من محمد آل خرصان ومحمد الوادعي وسعد آل جابر أن معاناتهم مستمرة لعدم استلام مرتباتهم، وقالوا إنهم اضطروا لتقديم شكاوى خطية إلى وزارة التربية والتعليم ولم يجدوا أي تجاوب يذكر مما جعلهم يتفقون على عدم نقل الطلاب والطالبات. من جانبه أكد محمد علي معجب ولي أمر طالبة تغيب أكثر من 80% من طالبات مجمع كتام التعليمي لامتناع قائدي الحافلات عن العمل لعدم استلامهم لمرتباتهم. وطالب بن معجب بتدخل عاجل من المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة عسير لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة لمشكلة امتناع السائقين عن توصيل طالبات المحافظة إلى مدارسهن، وقال: "ما المانع من سحب التفويض من الشركة المتقاعسة عن دفع مرتبات السائقين وترسية المشروع على شركة أخرى ذات إمكانات كبيرة، تستطيع تأمين الحافلات ومرتبات السائقين وبشكل مستدام". من جهته، حمل المشرف على مكتب النقل بمكتب التربية والتعليم بظهران الجنوب أحمد الوادعي الشركة المتعهدة عن نقل الطلاب والطالبات المسؤولية الكاملة عن استمرار المشكلة لتوقفها منذ أشهر عن دفع حقوق قائدي الحافلات، وقال إنه تقدم باستقالته لعدم استلامه هو أيضا لحقوقه من قبل الشركة نفسها. إلى ذلك، أوضح مدير مكتب التربية والتعليم للبنات بظهران الجنوب خليل جبران أن هناك وعودا من قبل المتعهد بدفع حقوق قائدي الحافلات نهاية الشهر الجاري. في المقابل أجرت "الوطن" عدة اتصالات بالمدير الإقليمي بشركة تطوير محمد الشهراني للتعليق على امتناع قائدي الحافلات عن نقل الطلاب والطالبات ولكنه لم يرد.