أكد عدد من الباحثين في شؤون التنظيمات المتطرفة والمحللين السياسيين، أن قيام تنظيم داعش بحرق الطيار الأردني يعكس وحشية تنظيم داعش التي اعتمدت على عناصر الصدمة والرعب، وقالوا في أحاديثهم إلى "الوطن" إن ذلك العمل يعكس انزعاج التنظيم الشديد من الضرر الذي لحق به إثر الغارات الجوية تحت وابل صواريخ قوات التحالف التي أردت منهم المئات بين قتلى وجرحى. وقال الباحث في شؤون التنظيمات المتطرفة حمود الزيادي، إن الجميع كان يتوقع قيام التنظيم بنحر الطيار الأردني قياساً على الحوادث السابقة، ولكنه فاجأ الجميع وصعّد من جرائمه الوحشية ليصدم الرأي العام العالمي بطريقة مرعبة، لافتا إلى أن التنظيم أراد أن يجتذب المزيد من المهووسين في القتل والإجرام إلى صفوفه من أصقاع العالم لتعويض قتلاه بإخراجه الجريمة بطريقة هوليودية لإثارة غرائز العنف عند البعض، لأن التنظيم قائم أصلا على فكر التوحش. وأوضح المحلل السياسي البحريني عبدالله الجنيد أن تنظيم داعش عمد من ذلك الأسلوب إلى إيصال رسالة لكل طياري التحالف والدول المشاركة في التحالف الدولي، غير أن واقع الحال يؤكد أن مثل هذه الرسائل لن تثني التحالف أو الدول العربية عن القضاء على التنظيم، فيما أشار الباحث محمد العمر إلى أن استخدام داعش الحرق يمثل استعراضا يحاول من خلاله التعبير عن قوته، مشيرا إلى أن رد فعل السلطات الأردنية تجاه إعدام بعض المتطرفين في سجونها والمحكوم عليهم مسبقاً بالإعدام هو رد فعل طبيعي، لكن ينبغي أن لا تقف السلطات عند هذا الأمر بل يتوجب على الدول العربية المتضررة من التنظيمات المتطرفة ومن هذا التنظيم بالذات اتخاذ تدابير أكثر سرعة لإنهاك هذا الكيان الفاشي قبل أن يتمدد في مناطق أخرى". من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية الدكتور فارس الفايز، أن مقتل الطيار الكساسبة من قبل "داعش" يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أفراد هذا التنظيم أجسام تسير دون إنسانية أو مشاعر بشرية، وأن هدفهم ليس رفع راية الدين بقدر ما هو رفع حصيلة أعداد الموتى في كل بلد تطؤه أقدامهم. وأشار أستاذ الحقوق في جامعة البترا الأردنية والمفوض الحقوقي السابق لحقوق الإنسان الدكتور علي الدباس إلى أن قتل الكساسبة بهذه الطريقة البشعة هو امتهان للبشرية جمعاء، ويجب أن نقف صفا واحدا ضد هذه الشرذمة الباغية.