رفضت المملكة الأردنية تهديدات تنظيم "داعش" بذبح الطيار معاذ الكساسبة، إذا لم يتم إطلاق العراقية المسجونة لديها ساجدة الريشاوي مقابل الإفراج عن الرهينة الياباني كينجي جوتو. وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني أمس، إن بلاده لم تتلق أي إثبات بأن الكساسبة ما زال على قيد الحياة. وأضاف في تصريحات أمام عدد من الصحفيين "طلبنا إثباتا على أن الطيار معاذ الكساسبة على قيد الحياة، ولم نتسلم أي شيء حتى هذه اللحظة"، وأضاف أن الريشاوي ما زالت في سجون الأردن، مشيرا إلى استعداد عمان مبادلتها مقابل الطيار الحربي الأردني.ومضى المومني بالقول "موقف الأردن كان منذ البداية ضمان حياة ابننا الطيار، واستعدادنا بشكل تام لإطلاق سراح السجينة إذا تم إطلاق سراحه وعدم المساس بحياته مطلقا". ونفى المومني أن تكون بلاده قد أطلقت الريشاوي أو أنها غادرت الأردن، وتابع "غير صحيح ما يقوله البعض إننا أطلقنا سراحها وغادرت الأردن، وقلنا من البداية إن ذلك مرهون بالإفراج عن ابننا معاذ".وكان جوتو المحتجز لدى التنظيم قد قال في تسجيل صوتي جديد نشر على مواقع عبر موقع تويتر "في حال عدم الموافقة على مبادلة الريشاوي بحياتي على الحدود التركية عند مغيب شمس الخميس 29 يناير بتوقيت الموصل، فإن الطيار الأردني سيقتل فورا".بدوره، أكد رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، أن حكومته تبذل كل الجهود للإفراج عن جوتو في أقرب وقت. وقال إن طوكيو "تندد بقوة بالإرهاب، وستواصل التعاون عن كثب مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بمكافحته".ومع انقضاء مهلة ال24 ساعة وعدم إطلاق الكساسبة، تظاهر مئات الأشخاص في مدينة الكرك مسقط رأس الطيار الكساسبة احتجاجا على عدم تمكن السلطات الأردنية من الوصول إلى صيغة لإطلاقه.وأضرم المحتجون النار في عجلات المركبات وأغلقوا طرقا رئيسة، كما رشقوا دوائر حكومية بالحجارة، وكانت عشيرة الطيار قد حملت قبل ذلك السلطات الأردنية مسؤولية الحفاظ على حياته، مطالبة بتكثيف الجهود لإطلاق سراحه. وكانت مصادر إعلامية قد قالت إن ملف التبادل بين التنظيم والأردن بشأن الكساسبة قد وصل إلى مراحل متقدمة. وأضافت أنه يوجد انقسام في صفوف قادة التنظيم وخلاف كبير بشأن عملية التبادل، إذ يرى شق من قادة الصف الأول ضرورة التبادل، في حين يرى شق آخر أنه لا بد من قتل الكساسبة. ووفقا للمصادر فقد أدى هذا الخلاف إلى نشوب مناوشات عدة وإطلاق الرصاص بين عناصر مؤيدين للطرفين.