يمثل مركز الأمير سلمان للإدارة المحلية القيم والتوجهات والتطلعات الاجتماعية نحو تطوير الإدارة المحلية من خلال برامج واستراتيجيات تعكس تلك التوجهات ويقوم بتنفيذها قيادات إدارية تنسجم مع توجهاتها ولها نفس التطلعات والرؤى. وكانت الرياض قبل 40 عاما فقط مدينة صغيرة تفتقد الكثير من مقومات المدينة العصرية الحديثة. وبفضل من الله ثم بفكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز النير ونظرته الثاقبة تحولت الرياض إلى ما نشاهده وما يبهر الكثيرين بالتحول والتطور الكبير حتى غدت العاصمة الرياض من أجمل العواصم وعروس المدائن. إن هذا الإنجاز العمراني الحضاري للعاصمة الرياض هو نتاج التهيئة الإدارية الناجحة وأسلوب العمل الحكومي المميز الذي اختطه وعمل من أجله. إنه الجهد الدؤوب والالتزام بالأهداف والإدارة بالمشاركة والتحفيز والقدرة على استشفاف المستقبل وصياغة رؤية واضحة لما يجب عمله وتحريك الموارد ودفع جميع فئات المجتمع المحلي نحو الإسهام في تطوير وتنمية مدينتهم. ربما يكون من الإجحاف اختزال تجربته وفكره وإسهاماته الواسعة يحفظه الله، في نطاق الجغرافيا الضيقة ومواضيع التنمية الحضرية، فرؤيته المستقبلية للإدارة المحلية تتصف بالشمولية وتتضمن أبعادا سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية وتصورا لما يجب أن تكون عليه الإدارة المحلية في المملكة العربية السعودية في ظل المستجدات المحلية والخارجية والمتغيرات المستقبلية التي تتطلب إيجاد وسائل وآليات لاتخاذ القرار المحلي وزيادة كفاءته وفاعليته. إن نظرة الملك سلمان بن عبدالعزيز في مجال الإدارة المحلية ترمي لأكثر من مجرد تنظيمات آنية شكلية، بل لأكثر من ذلك بكثير، فهو يدرك بحسه السياسي وخبرته وحنكته في الحكم أن المملكة ستظل على ذات النهج الذي اختطه الوالد القائد مؤسس الكيان وموحد الدولة السعودية "الملك عبدالعزيز، يرحمه الله" في السعي الدائم نحو التطوير والانتقال بالمملكة العربية السعودية إلى مستويات أعلى من التحضر والتقدم وهذا يستدعي الإعداد وتهيئة الظروف المواتية للمرحلة القادمة بما يتوافق مع متطلباتها وبما يتفق مع الأهداف الاستراتيجية والسياسة العليا الوطنية وفي الوقت ذاته التمسك بالثوابت الوطنية والقيم والمبادئ والتقاليد الاجتماعية. مركز الأمير سلمان للإدارة المحلية نشأ المركز في ظل التطور الإداري والسياسي الذي تشهده المملكة في تبني نهج اللامركزية أو التخفيف من المركزية والعمل على استقلالية القرار المحلي والمشاركة الشعبية التي من أهم مظاهرها تفعيل المجالس والانتخابات البلدية وما تتطلبه من بناء للقدرات الإدارية والتنظيمية المحلية. وكذلك تنامي دور المدن في التنمية الاقتصادية وما تمثله من ثقل سياسي وثقافي أبرزته المتغيرات المحلية والدولية يشكل تحديا كبيرا في استيعابه واحتوائه من خلال تطوير النظم والكفاءات المحلية. انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية أبرز الحاجة إلى قيادات وأنظمة محلية قادرة على احتواء هذه المتغيرات وصياغة استراتيجيات مستقبلية تجعل المدن والمحليات أكثر قدرة على المنافسة وامتلاك المقومات الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية واستقطاب الاستثمارات المالية الداخلية والخارجية. تهيئة التواصل بين المهتمين والمختصين من الأكاديميين والممارسين لتبادل الخبرات وتقييم الوضع الراهن وتحديد المعوقات والفرص والمشاركة في وضع رؤية مستقبلية للإدارة المحلية في المملكة العربية السعودية. بناء القدرات القيادية والإدارية وتطوير النظم من خلال برامج التدريب والتطوير وإجراء الدراسات والبحوث وتنظيم المؤتمرات واللقاءات. فتح مجال التعاون مع المنظمات الدولية والجامعات الوطنية والأجنبية في تطوير برامج التنمية الإدارية المحلية بالمملكة العربية السعودية. رصد التجربة الجديدة في التحول نحو اللامركزية والإسهام في تطوير دور الإدارة المحلية وزيادة الوعي بأهميتها والبحث عن وسائل وأساليب جديدة في الإدارة المحلية. تثقيف عموم السكان المحليين ورفع مستوى الوعي بالعمل الجماعي لتمكينهم من المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات المحلية الخاصة بهم ليكونوا أكثر إسهاما في التنمية المحلية. استشراف التحول من التنظيم البيروقراطي المركزي إلى هيئات محلية تدير شؤون سكانها وترعى مصالحهم داخل نطاق جغرافي محدد وموثق قانونا. رؤية المركز أن يكون مركز الأمير سلمان للإدارة المحلية رائدا ومشاركا في تنمية الإدارة المحلية في المملكة العربية السعودية وتطويرها وتفعيلها من خلال تقديم خدمات تدريبية وبحثية واستشارية وتثقيفية تدعم تطوير الخدمات الحكومية في مناطق ومدن ومحافظات وقرى المملكة، وترتقي بمفهوم الإدارة المحلية، ويكون مرجعا متخصصا يحظى باحترام وتقدير محلي ودولي. رسالة المركز مركز الأمير سلمان للإدارة المحلية مؤسسة اجتماعية غير ربحية تسعى إلى تطوير الإدارة المحلية بالمملكة العربية السعودية من خلال تقديم برامج تدريبية واستشارات مهنية ودراسات ميدانية وندوات علمية، مميزة بمعايير مهنية عالية تستهدف رفع مستوى أداء مؤسسات المجتمع المحلي الحكومية والخاصة والأهلية وتطوير النظم ونشر الوعي بمفهوم المشاركة في التنمية المحلية. استراتيجية المركز التركيز على بناء القدرات المحلية بمفهومها الواسع بتطوير قدرات القيادات المحلية والنظم الإدارية ورفع مستوى الوعي لدى العموم بالمشاركة في التنمية المحلية من خلال البرامج التدريبية، والتثقيفية، والتوثيقية، والاستشارات والدراسات والبحوث الميدانية، لتشمل جميع القطاعات الحكومية، والأهلية، والخاصة. وتتبنى الاستراتيجية بالتحديد: المفهوم الشامل للإدارة المحلية من حيث إنها إدارة المجتمع المحلي والشراكة بين قطاعاته وعدم اقتصارها على القطاع الحكومي. الالتزام بالمعايير المهنية العالية في إعداد البرامج والبحوث والمناشط. الكفاءة والفعالية والمرونة في تحقيق مهام المركز بالاعتماد على شبكة من العلاقة المهنية مع المؤسسات التعليمية والتدريبية والأمنية داخل المملكة وخارجها. تكوين ائتلاف من الجامعات السعودية والأجنبية للمشاركة في إعداد وتنفيذ البرامج التدريبية داخل المملكة وخارجها. توظيف تقنيات التعليم عن بعد في تقديم خدمات المركز، كل ما كان ذلك ممكنا. إعداد البحوث والدراسات والاستشارات ذات الصلة بحقل الإدارة المحلية في المملكة بوجه خاص والإدارة المحلية –العالمية- بوجه عام.