رغم الحزن الذي كسا وجه الوطن إلا أن بلدا مثل المملكة العربية السعودية يجيد شعبه بامتياز إدارة مشاعره، إيمانا بالقضاء والقدر. العالم برمته كان في الثالثة عصر أمس على موعد مع لحظة عصيبة بتوديعه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ومواراته الثرى، إلا أن هول المصاب – رغم جلله - لم يؤخر المواطنين عن موعد آخر لمبايعة قائد جديد وولي عهد جديد وولي ولي عهد جديد. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تقدم جموع المصلين والمشيعين لجثمان أخيه الراحل في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض عصر أمس، وشاركه اللحظة الحزينة عدد من زعامات العالم، قبل أن يستقل الملك سلمان المركبة ذاتها التي كانت تقل جثمان الراحل ليواريه بنفسه الثرى وفاء لمليك أفنى عمره خدمة للوطن أولا والعالم ثانيا. لم يتأخر الملك سلمان بن عبدالعزيز في حسم منصب الرجل الثالث في الدولة، وأصدر صباحا أمره الملكي الأول باختيار وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف لمنصب ولي ولي العهد ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، فيما أصدر خمسة أوامر ملكية أخرى، تضمنت تعيين الأمير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع ورئيسا للديوان الملكي ومستشارا خاصا لخادم الحرمين الشريفين، فيما أمر باستمرار جميع أعضاء مجلس الوزراء الحاليين في مناصبهم برئاسته. وفي خطابه صباح الجمعة أكد خادم الحرمين الشريفين تمسكه بالنهج القويم الذي سارت عليه الدولة منذ تأسيسها، مشددا على أن الأمتين العربية والإسلامية أحوج ما تكونان اليوم إلى الوحدة والتضامن، مؤكدا استمرارية مسيرة المملكة في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا الأمة. وبينما قال الرئيس السوداني عمر البشير ل"الوطن" إن الملك الراحل ليس فقيد السعودية وحدها، وصف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري في حديثه إلى الصحيفة الملك بأنه "أب الجميع"، فيما نعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قائد الأمة بقوله "أعزي العالم الإسلامي بأكمله على رحيله.. وأعان الله الملك سلمان". من الملك إلى الشعب • متمسكون بالنهج القويم الذي سارت عليه الدولة منذ تأسيسها. • الأمتان العربية والإسلامية أحوج ما تكونان اليوم إلى الوحدة والتضامن. • استمرارية مسيرة المملكة في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف.