أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس بأن المملكة في هذه الأيام تعيش حالة حزن كبيرة على وفاة المعفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وقال لقد كان الراحل حريصا كل الحرص على تلبية كل ماتحتاجه المقدسات الإسلامية من رعاية واهتمام. منظومة كاملة وأوضح بأن من أولى اهتمامات القيادة الراشدة العناية بخدمة بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم من خلال منظومة كاملة من الخدمات المتنوعة بدأت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز "رحمه الله"، ومروراً بالعهود الزاهرة من الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله "رحمهم الله". ونوه بأن الحرمين الشريفين "حرسهما الله" يشهدان أعظم توسعة على مدار التاريخ، مع الشموخ والفخامة ومراعاة أدق معايير السلامة والأمان، والراحة والاطمئنان، وقد شهد المسجد الحرام بحمد الله هذا العام انطلاق المرحلة الثانية من المشروع المبارك؛ مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف. كما نَعِم المسلمون واستفادوا خلال موسم هذا العام من المشروع الرائد وهو توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام التي رفعت الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام إلى الضعف، كذلك تم بحمد الله تهيئة المطاف المعلق بدوريه السفلي والعلوي بما وفر الراحة والطمأنينة لذوي الاحتياجات في طوافهم. تميز وإنجاز وتطرق الدكتور السديس إلى أن خادم الحرمين يرحمه الله كان قد وجه بالتوسعة الشاملة الكبرى التي تُعَد أكبر توسعة في التاريخ للمسجد النبوي الشريف، كما وجه بسرعة التنفيذ والإنجاز ليتحقق التميز والإنجاز وليكون العمل على مرحلة واحدة مستمرة دائمة وفاعلة، حيث تشمل هذه التوسعة التاريخية مسطحات بناء إجمالية تقدر بحوالي مليون ومئة ألف متر مربع مع إضافة بوابة رئيسة للتوسعة الجديدة بمنارتين رئيستين وأربع منارات جانبية على أركان التوسعة والساحات، بطاقة استيعابية تسع ملايين وست مئة ألف مصل" بفضل الله" مما يوفر أماكن للصلاة بالأدوار المختلفة لتأتي متواكبةً مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين سيودعون بهذا المشروع التاريخي مشكلة الزحام إلى الأبد إن شاء الله، وسيكون لهذه الإنجازات التاريخية "بإذن الله" أثرها الإيجابي البالغ في أداء الحرمين الشريفين رسالتهما الإسلامية العظيمة في نشر الخير والفضل والوسطية والاعتدال والسلام والمحبة والتسامح والحوار والوئام. تذليل الصعاب وأشار إلى أنه تم بفضل الله وتوفيقه، انطلاق مشروع الترجمة الفورية لخطب الجمعة بالحرمين الشريفين إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بترجمة خطب الجمعة ترجمة فورية لغير الناطقين بالعربية بأربع لغات حيّة. وأفاد في مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه تم إنفاذاً للتوجيهات السامية إنشاء كراسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله للقرآن وعلومه، وأما في المجال العلمي والدعوي والثقافي وخدمة أبناء الوطن وتنفيذاً للتوجيهات السديدة، فقد صدرت موافقته على إنشاء مكتبة الحرم المكي الشريف بجوار الحرم على أحسن طراز وأروع تصميم لتكون منارة علمية شامخة وصرحاً معرفياً حضارياً مميزاً، وتم اشتراك الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بجناحين هامَيّن في كل من مهرجان الجنادرية ومعرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام 1435ه، كل ذلك مع يقيننا الذي لا يتزعزع أن عزنا بعقيدتنا، وفلاحنا بشريعتنا، ووحدتنا بتوحيدنا، وأمننا بإيماننا، ونصرنا باتباع كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ومنهج سلفنا الصالح وطاعة ولاة أمرنا، متمسكين بأصولنا وثوابتنا مستثمرين معطيات عصرنا وتقاناته لخدمة رسالتنا العالمية. وذلك سِر نهضتنا وإكسير حضارتنا، وقد سلمت بلادنا بفضل الله من الأحزاب والجماعات والطائفية والمذهبية فهي جماعة واحدة على نهج الكتاب والسنة. وأوضح كما شملت أعمال الراحل المجيدة، تذليل كل الصِّعَاب ، وتمهيد الطرق والشِّعاب ، وكثرت أياديه الرِّغاب، للتسهيل والتيسير للحجاج والعُمَّار، ولقد شهدت مملكتنا الرشيدة قفزة في التقدم والإعمار، وتبوأت في عهده مبوأً مباركاً، وارتقت وعلت أدراجاً ومداركاً، وأصبحت ذات موقع محوري، ودورٍ ريادي، فزادت بينها وشقيقاتها أواصر المحبة والاحترام، وبرزت بين أفرادها الألفة والوئام، وحسن الطاعة والوفاء، وعظيم المحبة والانتماء في وقت ضرب الخوف أطنابه والفتن أطلت بقرنها ونحن ولله الحمد والمِنّة نعيش الأمن والأمان والاستقرار بفضل الله سبحانه. ودعا الله بأن ينزل رحمته على الفقيد وأن يحفظ من بعده الملك سلمان وولي العهد الأمير مقرن من كل سوء ومكروه، ويثبتهم دومًا على طريق الخير والحق، ويوفقهم إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وجعل بلادنا "بلاد الحرمين الشريفين "منارة شامخة لنصرة الإسلام وقضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها والإنسانية جمعاء، وأدام الله لنا أمننا واستقرارنا وعقيدتنا وقيادتنا، وحفظ بلادنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وعدوان المعتدين ، وسلمها من شر الأشرار وكيد الفُجّار إنه جواد كريم. انجازات عظيمة كما أوضح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أن الله عز وجل أنعم على هذه البلاد بدولة مباركه وقادة مخلصين منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود "رحمه الله" وأبنائه البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعاً رحمه واسعة، الذين ساروا على نفس النهج الذي أسسه والدهم. وقال نائب الرئيس العام إن المنجزات التي تحققت للمواطن في عهد الراحل الملك عبدالله رحمه الله عديدة في كثرتها وكميتها ومتميزة في نوعها وكيفيتها وفريدة في إنجازاتها. وأشار الخزيم إلى أنه في مجال العناية والرعاية بالحرمين الشريفين، فقد شهد عهده الذهبي رحمه الله إنجازات لم يسبق إليها أضافت مزيداً من السهولة في أداء المناسك ، ومن تلك المنجزات على سبيل المثال لا الحصر توسعة المسعى الذي ارتفعت طاقته الاستيعابية من تسعة وعشرين ألفاً وأربع مئة متر مربع إلى سبعة وثمانين ألف متر مربع وتتسع لمئة وثمانية عشرة ألف شخص، وتوسعة المسجد الحرام لتستوعب بعد اكتمالها إلى (875000) مصل، ومشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف من ثمانية وأربعين ألف إلى مئة وخمسين ألف طائف في الساعة، والتي بمقتضاها سيتسع المسجد النبوي الشريف بعد اكتماله لمليون وست مئة ألف مصل وفي مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه والدعوة وخدمة المسلمين ، انطلق مشروع الترجمة الفورية لخطب الحرمين الشريفين لغير الناطقين بالعربية للاستفادة من الخطب والدروس وفي مجال الخدمة العامة والثقافة والحضارة كانت مشاركة الرئاسة في جناحين هامَّين ومنفصلين في كل من مهرجان الجنادرية والمعرض الدولي للكتاب بمدينة الرياض لهذا العام 1435، وهذه الإنجازات التاريخية الكبرى هي امتداد لما تحقق في عهده رحمه الله، هذا بالإضافة إلى ما شهدته مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة من حركة دائمة ومستمرة في مجال البناء والتعمير والتطوير. وأفاد نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام أنه ارتسمت في السنوات الماضية بعمرها القصير في الزمن الكبير بما تحقق فيها من إنجازات ومكتسبات شملت كل ركن من أركان المملكة وكل فرد من أفرادها، مراتب عالمية متقدمة حيث توالت الإنجازات تلو الإنجازات في مسيرة التطور والنجاح لمصلحة الوطن ورفاهية مواطنيه ونمائه، تجسدت فيها أسمى ملامح التلاحم، وسادت بين الشعب وقيادته روح المحبة والتفاهم.