بدأت القيادة العسكرية الأميركية إجراءاتها الرامية إلى تدريب الثوار السوريين، وأكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أن الجيش الأمريكي يعتزم نشر أكثر من 400 جندي لتدريب قوات المعارضة السورية في معركتها ضد "داعش". وقال المتحدث باسمه الكولونيل ستيف وارن في تصريحات صحفية أدلى بها في وقت متأخر ليل أول من أمس: إن الجيش الأميركي سيحدد أولاً من أين سيسحب هذه القوات التي ستتولى مهمة التدريب، التي من المتوقع أن تبدأ خلال شهرين في أماكن خارج سورية. وامتنع وارن عن تقديم مزيد من التفاصيل عن القوات التي ستتولى عملية التدريب.وكانت أنقرة وواشنطن قد أعلنتا سابقاً أنهما تعملان من أجل التوصل إلى اتفاق يحدد خطة التدريب، وقال البنتاجون في السابع من يناير الجاري: إن الجيش الأميركي حقق تقدماً في جهوده لتحديد معارضين سوريين معتدلين لتدريبهم للقتال ضد تنظيم الدولة "داعش".وكانت قيادة الائتلاف والجيش الحر التقت أوائل الأسبوع الماضي عدداً من الجنرالات في القيادة المركزية الأميركية ومبعوث الولاياتالمتحدة الخاص إلى سورية، دانييل روبنستين، وذلك لبحث ومناقشة برنامج التدريب والتجهيز والتعريف به، والتوصل إلى فهم أفضل للأوضاع على الأرض. وقال رئيس الائتلاف الوطني خالد خوجة "من أولويات استراتيجيتنا الحالية تدريب الجيش السوري الحر، وإعادة هيكلة وتنظيم صفوفه وفق المعايير العالمية"، مضيفاً أن هذا التدريب يجب أن يرافقه دعم لا محدود للسلاح النوعي القادر على تغيير الموازين على الأرض، وقلبها لمصلحة الثوار.وأضاف "نسعى من خلال المباحثات إلى توافر كامل مستلزمات الجيش الحر على الأرض، للبدء بعمليات عسكرية واسعة على الأراضي السورية بهدف تحريرها من أيدي قوات نظام الأسد وتنظيم داعش"، مشيراً إلى أن هناك مباحثات جادة حول برنامج التدريب، وسيكون هذا البرنامج بالتنسيق بين عدد من الدول في مجموعة أصدقاء الشعب السوري مع وزارة الدفاع في الحكومة السورية الموقتة.وقدم الائتلاف دراسة متكاملة حول هذا الأمر، طالب فيها بفرض منطقة آمنة في شمال سورية، وهذا ما سيساعد على نجاح البرنامج، وإعادة عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى تلك المناطق، مشدداً على ضرورة استمرار اللقاءات والنقاشات حول هذا البرنامج للخروج بأفضل صيغة له. وخلال الأسبوع الماضي ارتفعت أصوات بعض أعضاء الكونجرس الأميركي منتقدة الرئيس باراك أوباما على تردده في برامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة، وقال السيناتور البارز جون ماكين: إن تجاهل أوباما لرغبات الثوار في الحصول على الأسلحة النوعية هو الذي أتاح لنظام الأسد البقاء حتى الوقت الحالي، محذراً من أن استمرار الوضع الحالي في سورية يوفر بيئة خصبة لنمو الحركات المتشددة مثل تنظيمي داعش وجبهة النصرة، بما يصعب من مهمة القضاء عليها في المستقبل.