بدت بوادر أزمة جديدة بين دول الخليج العربية ولبنان تلوح في الأفق، على خلفية تصريحات أدلى بها الأمين العام ل"حزب الله" اللبناني، "حسن نصرالله" مؤخرًا، اعتبرتها الدول الخليجية "تحريضًا صريحًا على العنف" في مملكة البحرين. واستدعى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية "عبداللطيف الزياني"، السفير اللبناني لدى المملكة "عبدالستار عيسى" إلى مقر الأمانة العامة للمجلس بالعاصمة الرياض، الأربعاء (14 يناير 2015)، حيث سلمه مذكرة احتجاج من المجلس، بشأن التصريحات الأخيرة لنصر الله، وذلك بحسب "سي إن إن". ووصفت المذكرة -التي قدمها الزياني لعيسى- تصريحات الأمين العام للحزب الشيعي -المدعوم من إيران- ب"العدائية وغير المسؤولة"، كما اعتبرت أنها تتضمن "تحريضًا صريحًا على العنف، وتدخلًا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام خليجية رسمية. وبينما لفت بيان صدر عن الأمانة العامة للمجلس، أن تصريحات "نصرالله" "تتعارض مع الروابط والعلاقات الأخوية والتاريخية، التي تربط دول المجلس مع الجمهورية اللبنانية"، فقد دعا المجلس الخليجي الحكومة اللبنانية إلى "توضيح موقفها من تلك التصريحات". كما استدعت وزارة الخارجية الإماراتية الأربعاء، سفير لبنان لديها "حسن يوسف سعد"، لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، إثر التصريحات العدائية التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله "حسن نصرالله"، تجاه مملكة البحرين، ووصفتها ب"التصريحات العدائية والتحريضية البغيضة والمرفوضة، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء الامارات "وام". وأعرب مساعد وزير الخارجية الإماراتي لشؤون المنظمات الدولية "طارق الهيدان"، عن "إدانة دولة الإمارات الشديدة لهذه التصريحات العدائية والتحريضية البغيضة والمرفوضة تجاه دولة البحرين". واعتبر الهيدان -في تصريحات بثتها "وام"- أن تصريحات "نصرالله" "تعدّ تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين الشقيقة، وتحرّض على العنف والإرهاب، وترمي إلى زعزعة الأمن والاستقرار". وأضاف أن "دولة الإمارات تحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة عن هذه التصريحات، وتطالبها باستصدار بيان واضح، يندد ويشجب مثل هذه التصريحات العدائية". وكانت وزارة الخارجية البحرينية قد استدعت -قبل يومين- القائم بأعمال سفارة لبنان لدى مملكة البحرين، إثر "التصريحات الأخيرة" التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" تجاه البحرين. وقالت الوزارة -في بيان نشر عبر موقعها على شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر)- إن وكيل وزارة الخارجية، السفير "عبدالله عبداللطيف"، أكد للقائم بالأعمال اللبناني "إبراهيم عساف" إدانة البحرين لهذه التصريحات، وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة والحاسمة تجاهها. وقال وكيل الوزارة -خلال استدعائه للقائم بالأعمال- إن "هذه التصريحات تتنافى تمامًا مع طبيعة العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين والشعبين، ولا تنسجم أبدًا مع مساعيهما لتطوير هذه العلاقات، وتنميتها في مختلف المجالات". وأكد أن تلك التصريحات "تعد تدخلًا مرفوضًا في الشأن البحريني والخليجي، وتتضمن تحريضًا واضحًا على العنف والإرهاب، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه أو التهاون تجاهه". يُذكر أن "نصر الله" كان قد ذكر -في كلمة بمناسبة الاحتفال ب"مولد النبي" قبل أسبوع- أن استمرار اعتقال الأمين العام لجمعية "الوفاق"، الشيخ "علي سليمان"، في البحرين "خطير جدًّا"، حيث تقود الجمعية الشيعية -المدعومة من إيران- احتجاجات المعارضة في المملكة الخليجية. وقال الأمين العام لحزب الله، إن "الشعب البحريني اختار السلمية منذ بدء حراكه، والناس في البحرين يُعتدى عليهم، ورموزهم في السجون، ورغم ذلك لم يلجؤوا إلى العنف"، وفق ما أورد موقع "المقاومة الإسلامية"، الموقع الرسمي للحزب اللبناني. كما ذكر "نصر الله" أن "في البحرين هناك مشروع شبيه بالمشروع الصهيوني، أي هناك مشروع استيطان واجتياح وتجنيس ضخم". مشيرًا إلى أن "السلطة البحرينية، راهنت على دفع الشباب البحريني إلى العنف، ومن أهم عوامل تمسّك الشعب البحريني بالسلمية هي قيادته".