«بويات» أو«مسترجلات» مسميات لفتيات انتهجن طريق التمرد على الفطرة قبل العادات والتقاليد، عبر التشبه بالرجال ونبذ الارتباط بهم، والتقرب من النساء، لتأخذ الظاهرة بالانتشار في بعض جامعات ومدارس البنات في مناطق عدة في الآونة الأخيرة، وربما تتضح في مراكز الترفيه والتسوق والمجمعات التجارية، خصوصاً في المدن الكبيرة. وأكدت المرشدة الطلابية في إحدى المدارس الثانوية في منطقة حائل فوزية العلي أن ظاهرة البويات أو الانحراف الجنسي والميل للتشبه بالجنس الآخر، من القضايا الجديدة التي انتشرت داخل كثير من المدارس خصوصاً المتوسطة والثانوية، مطالبة رجال الدين والإعلام بالتحرك على أكثر من صعيد وفي كل الاتجاهات لتسليط الضوء على الظاهرة والتحذير منها، والسعي لمواجهة هذه الانحرافات السلوكية. وقالت إحدى الفتيات «البويات» (رفضت الكشف عن اسمها) ل «الحياة»: «أدرس في السنة الثانية في جامعة حائل، وكان التشدد الذي عشته مع أسرتي والقوانين الصارمة التي كانت تسود منزلنا، سبباً في سلوكي هذا الطريق بحثاً عن سعادتي وذاتي، ولا أخفي أنني أشعر بحال من عدم الرضا على النفس بسبب نظرة المجتمع لي ولمثيلاتي، على رغم أننا نحافظ على تقاليده فيما يخص عدم الاختلاط بالرجال». من جهتها، ذكرت الباحثة في علم الاجتماع نورة العقيل أن مصطلح «البوية» يعني الفتاة التي تحمل صفات وسلوكيات ذكورية على رغم هويتها الأنثوية التي تظهرها من خلال تصرفاتها وتعاملها مع الغير، مشيرة إلى أن «البويات» يتشبهن بالرجال في مِشيتهن وتسريحة شعورهن، حتى إن بعضهن يحاولن استنبات الشعر في الوجه في منطقة الشارب واللحية بحلقها بشفرة الحلاقة الرجالية، ويرتدين الأحذية الرياضية والبناطيل والقمصان الرجالية الواسعة، ويستخدمن العطورات والإكسسوارات الرجالية. وأضافت أن المتشبهات بالرجال يعملن على تغيير أصواتهن لتأخذ نبرةً خشنة، ولا يتجملن بوضع الكحل والمكياج، ويرتدين الضاغط على منطقة الصدر، ويخترن لأنفسهن ألقاباً وأسماء مذكرة مستعارة مثل «ماجد» من «ماجدة» و«خالد» من خلود، مشيرة إلى أنهن يهتممن بممارسة الرياضة وبعض ألعاب القوى للحصول على مظهر جسدي خشن، كما يكثرن من تدخين السجائر. وأوضح اختصاصي الطب النفسي الدكتور محمد الجندي أن الأسرة تتحمل المسؤولية الكبرى لوقوع الفتاة في هذه المشكلة، لأنها أهملتها منذ الصغر وسمحت لها بالاختلاط بالرجال ومجالسهم، ما دفعها إلى أن تتصرف كالشباب وتتحرك مثلهم بشكل مستمر، وبالتالي فإن غددها ستفرز هرمونات ذكورية مثل «التوستيرون»، ما يؤدي إلى تغيرات فيزيولوجية تظهر على الصوت والجسم، لافتاً إلى أن المراهقات أو المراهقين الذين يعانون من أعراض السلوك الشاذ، بحاجة ماسة إلى تدخل علاجي على أيدي متخصصين في الطب النفسي.