تتجه جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة يوم الخميس 15 يناير 2015 إلى مدينة جنيف السويسرية لتحتفي بالفائزين في نسختها السابعة لعام 2014، في تظاهرة فكرية عالمية تجسد أبعادها في التلاقي الثقافي بين الشعوب والتبادل المعرفي. وخلصت تقارير اللجنة العلمية ولجان التحكيم في أفرع الجائزة الستة التي اعتمدت من مجلس أمناء الجائزة، بناء على ما نصت عليه شروط الحصول على الجائزة، إلى أن يكون أصل العمل المترجم متميزا من حيث القيمة العلمية والفكرية، وأن يكتب العمل المترجم بلغة فصيحة وسليمة مع الالتزام الكامل بحقوق الملكية الفكرية في العمل الأصلي والعمل المترجم، وكذلك بقواعد البحث العلمي ومتطلبات الأمانة العلمية في حال النقل والتوثيق. وتقرر منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات مناصفة إلى "المركز القومي للترجمة بجمهورية مصر العربية" و"المجمع التونسي للعلوم والآداب". فيما نال الجائزة في مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية الدكتور مروان جبر الوزرة والدكتور حسان سلمان لايقة، عن ترجمتهما لكتاب "طب الكوارث.. المبادئ الشاملة والممارسات" من اللغة الإنجليزية إلى العربية، مناصفة مع الدكتور سليم مسعودي، والدكتور عبدالسلام اليغفوري، والدكتورة سامية شعلال، عن ترجمتهم لكتاب "التحليل الدالي.. دراسة نظريات وتطبيقات من اللغة الفرنسية إلى العربية". وتوج بالجائزة في مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، الدكتور مصطفى محمد قاسم عن ترجمته لكتاب "مأساة سياسة القوى العظمى" من اللغة الإنجليزية، والدكتور بسام بركة عن ترجمته لكتاب فلسفة اللغة من الفرنسية إلى العربية، والدكتورعبدالعزيز عبدالله البريثن عن ترجمته "موسوعة اضطرابات طيف التوحد" من اللغة الإنجليزية للعربية. وفي مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، حصل الدكتور صالح ضحوي العنزي - رحمه الله - على الجائزة عن ترجمته لكتاب "تاريخ المملكة العربية السعودية" لمؤلفه عبدالله العثيمين إلى اللغة الفرنسية، مناصفة مع كل من الدكتور بيتر آدامسون والدكتور بيتر بورمان عن ترجمتهما لكتاب "الرسائل الفلسفية للكندي" لمؤلفه أبويوسف يعقوب بن إسحق الكندي إلى اللغة الإنجليزية. وجيرت الجائزة في مجال جهود الأفراد لكل من البروفيسور تشوي وي ليه ويعمل بجامعة شنجهاي بجمهورية الصين، تقديرا لجهوده في نقل الثقافة الإسلامية والعربية إلى اللغة الصينية عبر ترجمة كثير من الأعمال، منها ختم القرآن الكريم وصحيح البخاري وتحرير المعجم العربي - الصيني الميسر، مناصفة مع البروفيسورة السويسرية هانا لورا لي يانكا، التي تتولى منصب الرئيس الفخري للمؤتمر الدولي الدائم للمعاهد الجامعية للمترجمين، تقديرا لجهودها في تطوير دراسات الترجمة وتدريب وتأهيل المترجمين. وأقر مجلس أمناء الجائزة حجب الجائزة في مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى لعدم ورود أي أعمال تنطبق عليها معايير الترشح للجائزة. وتسعى جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة التي بدأت مسيرتها في التاسع من شوال 1427 الموافق 31 أكتوبر 2006، وفق رؤية الملك - رعاه الله - الداعية إلى التواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم، إلى التقريب بين الشعوب، انطلاقا من أهمية الترجمة كأداة رئيسة فاعلة لتحقيق هذه الأهداف، ووسيلة لتأصيل ثقافة الحوار وترسيخ مبادئ التفاهم والعيش المشترك، ورافد لفهم التجارب الإنسانية والإفادة منها، تحقيقا لأهدافها في التواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم، وسعيه المتواصل للتقريب بين الأمم والشعوب، وإرساء دعائم التعاون والبحث عن نقاط الالتقاء بين الحضارات الإنسانية، واستثمارها لكل ما فيه الخير والسعادة للعالم أجمع، من خلال تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها في مختلف مجالات العلوم الإنسانية والطبيعية، وإثراء حركة تبادل الأفكار والخبرات والمعارف. وتتجلى أبعاد رؤية خادم الحرمين الشريفين للتواصل المعرفي والثقافي والحوار الحضاري، في التوازن البديع في مجالات منح جائزته العالمية للترجمة، التي تجمع بين العلوم الإنسانية والتطبيقية، وتعنى بالفكر والأدب والفلسفة وعلوم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد، بنفس درجة الاهتمام بعلوم الطب والكيمياء والرياضيات والفيزياء وغيرها من العلوم الطبيعية والتجريبية، وذلك باعتبار أن العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية أشبه بجناحين لطائر لا يستطيع التحليق بأحدهما فقط، وأن أهمية العلوم الطبيعية وارتباطها بالتنمية والتطور لا تتعارض مع أهمية الارتقاء بوعي الإنسان ووجدانه ومشاعره وقناعاته الفكرية باعتباره غاية كل تنمية وتطور، والمحرك الحقيقي لها، وأن ضبط العلم بالأخلاق الرفيعة هو الضمان الحقيقي لعدم انحراف التطبيقات العلمية باتجاه يمثل تهديدا لأمن وسلامة الإنسان، وبدرجة التوازن في اهتمام الجائزة بالعلوم الإنسانية والطبيعية نفسها، تتسم الرؤية التي تنطلق منها بالحرص على الاستفادة من النتاج الفكري والعلمي للآخر، والسعي إلى إفادته والتأكيد على أن الحضارة العربية الإسلامية لديها ما تقدمه، وأن الثقافة العربية الإسلامية قادرة على استيعاب كل المستجدات وحاضنة لكل علم نافع.