تباينت وجهات نظر السياسيين المصريين تجاه الأحاديث المتواترة بشأن توقيع بعض من عناصر جماعة الإخوان المسلمين على ما يسمى ب"إقرارات التوبة"، إذ أشار بعضهم إلى أن تلك الخطوة ربما تكون نوعا من الالتفاف على الوضع الذي تعاني منه الجماعة من انحسار التأييد الشعبي، ورغبة في إيجاد موطئ قدم لها في الحياة السياسية مستقبلا. وقال القيادي الإخواني المنشق، ثروت الخرباوى "ما يسمى بإقرارات التوبة أو التصالح في السجون من جماعة الإخوان إجراء بلا قيمة، فلا يمكن قبول التوبة من قاتل أو إرهابي، فهؤلاء مجرمون ليست لهم توبة، قبل القصاص العادل، وهذه الإقرارات لن تكون بداية للتصالح، لأنها تعبر عن الأفراد أنفسهم ولا تعبر عن توجه الجماعة، وإقرارات التوبة خديعة إخوانية للإفلات من العقوبات، ولا أعتقد أن قيادات الجماعة ستوقع على إقرارات صلح، ولكنها ستحاول تنفيذ ما جرى في فترة الستينات، حيث قام عدد كبير من الإخوان بتوقيع إقرارات صلح واعتذار للرئيس عبدالناصر، وأفرج عنهم، لكن قيادات الحركة وقتها رفضت". بدوره، قال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، طارق أبوالسعد "هناك حركة مراجعات ضخمة بدأت تتم بين صفوف الإخوان ما بين سن 40 إلى 50 عاما، وهؤلاء كانوا كرسوا جهودهم خلال مراحل عمرهم لخدمة الجماعة، ثم اكتشفوا أن مكتب الإرشاد يتلاعب بهم، وما تردد عن إقرارات التوبة التي يوقع عليها بعض أعضاء الجماعة داخل السجون تتعلق بالذين يشعرون بالهزيمة، خصصا وأن هناك حالة من عدم الاقتناع بالقرارات التي تصدرها قيادة الجماعة، وبدأت هذه الحالة تنتشر بين أوساط الصف الإخواني، تزامنا مع المتغيرات الإقليمية التي تصب في مصلحة الدولة المصرية، بينما تتكبد الجماعة كل يوم خسارة كبيرة، سواء بسبب القرارات التي تتخذها القيادة، أو من خلال هجوم حلفائها عليها، وذلك في ظل إصرار قيادة الإخوان على مطالبة أعضائها بشيطنة كل من يطالبها بمراجعة مواقفها". من جانبه، قال القيادي السابق بالجماعة، مختار نوح "هناك أعضاء كثر داخل جماعة الإخوان بدأوا في تطبيق أسلوب الامتناع عن العمل داخل الجماعة، تزامنا مع انتشار إقرارات التوبة بين الأعضاء داخل السجون، كما أن عددا كبيرا من القيادات لا يحضرون اجتماعات الشُعَب والأسر والمكاتب الإدارية، وهناك كثير من عناصر الجماعة يسافرون الآن خارج البلاد بحجة أنهم خائفون، ولكنهم في الحقيقة لا يريدون أن يشاركوا في الأفعال التي تقوم بها الجماعة". في السياق ذاته، قال الخبير بمركز الأهرام الدكتور يسري العزباوي "الحديث عن إقرارات التوبة لا يختلف عن ترويج الإخوان لتشكيل ما يسمى بحكومة المنفى، وذلك بهدف الضغط على النظام الحالي في مصر لتحقيق مصالحة، حيث ترغب قيادات الإخوان بشكل كبير في التصالح مع الدولة، على الرغم من أنها لا تعلن عن ذلك بشكل مباشر، فهي عاجزة عن إقناع قواعدها".