فيما ارتفعت حصيلة حادث تفجير انتحاري وسط تجمع لقوات الجيش العراقي والصحوات جنوبي العاصمة بغداد أمس، إلى 44 قتيلا و62 جريحا، تعهد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ببذل الجهود والإمكانات لتطهير جميع مدن العراق من الإرهاب، وإعادة النازحين والمهجرين إلى ديارهم وحماية الحقوق والحريات وفقا للدستور. وقال العبادي عبر رسالة تهنئة وجهها إلى المسيحين في العراق: إن "احتفالات نهاية العام الميلادي، تأتي في ظل مواجهة حاسمة مع إرهابيي "داعش" الذين استهدفوا جميع أبناء الشعب العراقي من مختلف الأديان والقوميات والمذاهب"، مؤكدا حرص حكومته "على بقاء المسيحيين أخوة وشركاء حقيقيين في بناء العراق، متعهدا لهم ببذل أقصى الجهود والإمكانات لتحقيق هذا الهدف". من ناحية ثانية، يبدأ رئيس الوزراء العراقي، اليوم، زيارة إلى العاصمة التركية أنقرة، تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين الأتراك تتعلق بدعم مجالات التعاون بين البلدين بما فيها محاربة الإرهاب. يأتي ذلك في وقت، ارتفعت فيه حصيلة حادث تفجير انتحاري جنوبي بغداد أمس إلى أكثر من 100 قتيل وجريح، وقال العقيد في الشرطة الاتحادية شاكر التميمي ل"الوطن": إن "انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه عند تجمع لقوات الجيش والصحوات في مقر اللواء 42 التابع للجيش العراقي في منطقة المدائن جنوبي العاصمة بغداد، ما أسفر عن سقوط 44 قتيلا و62 جريحا"، مشيرا إلى إمكانية ارتفاع الحصيلة لوجود إصابات خطيرة. ومن جانبها، دقت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة ناقوس الخطر إزاء أوضاع مأساوية، يعيشها نازحون عراقيون فروا من مناطق في الموصل والأنبار. وقالت منظمة العفو الدولية وبرنامج الغذاء العالمي: "إن النازحين الذين يبلغ عددهم نحو 900 ألف نازح، بينهم إيزيديون ومسيحيون إضافة إلى أبناء العشائر السنية يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة في المناطق الكردية التي فروا إليها، لاسيما مع دخول فصل الشتاء". من جهة أخرى، كشف نائب الرئيس العراقي زعيم ائتلاف الوطنية العراقية إياد علاوي عن تقديمه إلى الرئاسات الثلاث مشروعا للمصالحة الوطنية قال: "إنه الخيار الأخير لإنقاذ العراق". وأشارعلاوي في تصريح صحفي إلى أن انزلاق العراق إلى التقاتل وتراجع مفهوم المواطنة وغياب الوحدة المجتمعية والسلم الأهلي، يضاف إلى ذلك ما آلت إليه المنطقة من صراعات إقليمية، وخراب ودمار وانقسام وفقر وخوف، فضلاً عن المتغيرات في المشهد العالمي من توترات وصراعات دولية جديدة وطغيان ظاهرة الإرهاب الخطيرة في العالم وكساد السوق العالمي، كل ذلك له انعكاساته على العراق، مما يجعل من المصالحة الوطنية الخيار الأخير لإنقاذ العراق. وأوضح علاوي، أنه تقدم بمشروع واضح، متمثل بخارطة تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية على ضوء الاتفاق الذي تم بين الرئاسات الثلاث (الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب)، بالإضافة إلى رئاسة القضاء.