رفض ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي أمس، توجهات الكتل السياسية الداعمة إلى تسمية مرشح لرئاسة الوزراء بصورة توافقية. وقال عضو الائتلاف محمد الصيهود: "إن ائتلاف دولة القانون لايزال متمسكا بالمالكي مرشحا وحيدا لرئاسة الوزراء، كونه الشخص القادر على الوقوف بوجه جميع المشاريع التي تضر بوحدة العراق". ويدور خلاف كبير داخل كتل التحالف الوطني الشيعي حول منصب رئاسة الوزراء بعد تمسك دولة القانون بالمالكي مرشحا ورفض أطراف أخرى منضوية في التحالف الولاية الثالثة وهو ذات الموقف الذي تتبناه الكتل الكردية، وائتلافا متحدون بزعامة أسامة النجيفي، والوطنية برئاسة إياد علاوي. في هذه الأثناء، وصل الرئيس العراقي جلال طالباني أمس إلى مدينة السليمانية، في إقليم كردستان العراق الشمالي، بعد رحلة علاج استمرت 18 شهرا في ألمانيا، حسبما أفاد مصدر في حزب طالباني. وقال مصدر في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني، إن "الرئيس طالباني وصل إلى مطار السليمانية واستقبل من قبل عائلته". وأكد مصدر أن طالباني وصل على متن طائرة أجنبية خاصة وكانت عائلته فقط في استقباله. ميدانيا، شهدت العاصمة العراقيةبغداد، أمس تفجير خمس سيارات مفخخة في مناطق متفرقة، كما قتل وأصيب أربعة من عناصر الجيش العراقي بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في قضاء الطارمية شمالي بغداد، في حين قتل ضابط برتبة مقدم في وزارة الداخلية بانفجار عبوة لاصقة وضعت بسيارته في شارع القناة شرقي بغداد، في حين قتل ضابط برتبة رائد في استخبارات وزارة الدفاع بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية جنوبي بغداد. وأعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس، أن حصيلة التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد بخمس سيارات مفخخة ارتفعت إلى 96 قتيلاً وجريحاً. وقالت مصادر في الوزارة إن "حصيلة تفجير السيارة المفخخة بالقرب من حسينية موسى الكاظم في منطقة البياع جنوبي غرب بغداد، ارتفعت إلى خمسة قتلى و14 جريحاً"، مبينة أن "حصيلة تفجير السيارة المفخخة في حي أبو دشير التابعة لمنطقة الدورة جنوبي بغداد، ارتفعت إلى خمسة قتلى و17 جريحاً". وأضافت المصادر أن "حصيلة تفجير السيارة المفخخة في منطقة حي الجهاد، جنوبي غرب بغداد، ارتفعت إلى ثلاثة قتلى و13 مصاباً"، مشيرة إلى أن "حصيلة تفجير السيارة المفخخة في منطقة حي الإعلام جنوبي غرب بغداد، ارتفعت إلى قتيلين و11 جريحاً، فيما ارتفعت حصيلة تفجير السيارة المفخخة في ساعة عدن بمدينة الكاظمية، شمال بغداد، إلى سبعة قتلى و19 جريحاً". في غضون ذلك، لم يكتف من ينتمون إلى ما يسمى "الدولة الإسلامية"داعش بطرد المسيحيين العراقيين من منازلهم في محافظة الموصل، بعد أن وجهوا لهم تحذيراً بدفع الجزية أو أن يدخلوا الإسلام. بل إنه بعد أن غادر هؤلاء المواطنون العراقيون منازلهم مكرهين، وبعد انتهاء المهلة المحددة من قبل التنظيم، قامت داعش بحرق الكنيسة المطرانية في الموصل، والتي يصل عمرها إلى 1836 عاماً. من جهته، يقول بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو: "لأول مرة في تاريخ العراق تفرغ الموصل (350 كيلومتراً شمال بغداد) الآن من المسيحيين"، مضيفاً أن "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل" في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي ويستقبل مئات الآلاف من النازحين. وأوضح "ساكو" أن مغادرة المسيحيين لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزّع تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بياناً يطالبهم بتركها.