أبدت أوساط عربية رسمية ارتياحها لما انتهت إليه مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومسعاه في ردم هوة الخلافات العربية العربية، المتمثلة في الخلاف المصري القطري، إذ رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، ومملكة البحرين، والأمانة العامة لمجلس التعاون، بنجاح مساعي الملك عبدالله الأخوية المخلصة لرأب صدع العلاقات بين دولة قطر ومصر، وفتح صفحة جديدة بين البلدين لتعزيز الأخوة والتعاون المشترك بينهما. يأتي ذلك في غضون إعلان القاهرة عن تطلعها لحقبة تطوي خلافات الماضي، مؤكدة - وفق ما جاء على لسان المتحدث باسم الرئاسة المصرية - أن المرحلة الراهنة تقتضي تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة. وأعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن اتفاقه التام مع خادم الحرمين الشريفين في مناشدته المفكرين والإعلاميين كافة التجاوب مع المبادرة، ودعمها من أجل المضي قدماً في تعزيز العلاقات المصرية القطرية بوجه خاص، والعلاقات العربية بوجه عام. من جانبه، أشار مبعوث خادم الحرمين رئيس الديوان الملكي خالد التويجري، في تصريح تلفزيوني، إلى أن حسم الملف كان ثمار مكانة الملك عبدالله بين العرب والمسلمين التي أزالت الشقاق والنزاع بين القاهرة والدوحة. أكد خالد التويجري رئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تجاوبا مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين، التي دعا فيها أشقاءه في كلتا الدولتين إلى توطيد العلاقات بينهما، وتوحيد الكلمة، وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما، وذلك للمكانة الكبيرة التي يحظى بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى الدول العربية والإسلامية. وقال في تصريحات له مساء أول من أمس بثتها قناة العربية عقب استقبال الرئيس المصري له ولمبعوث قطر "أحب أن أؤكد على نقطة مهمة أن خالد التويجري ليس إلا رجلاً من رجال الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أتحرك وفق توجيهات خادم الحرمين، هذه المبادرة كانت متابعة من قبل خادم الحرمين في كل لحظة أو في كل عائق، بالتأكيد انتهت هذه المبادرة في لحظة، فقد سبقها اتفاق الرياض الذي دعا إليه خادم الحرمين، ولذلك أمر أن يبدأ تفعيل تلك المبادرة وكانت هناك لقاءات عدة ومتعددة مع قائدي الدولتين الشقيقتين أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكذلك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وأضاف التويجري أن "أمير دولة قطر ورئيس جمهورية مصر العربية تجاوبا بشكل تام مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين، هذا الأمر يحسب لهما تاريخيًا، ولا شك أن ذلك أعتقد أنه يعود إلى المكانة الكبيرة التي يحظى بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى الدول العربية والإسلامية، ووجدت تجاوبا كبيرا من قائدين يحملان كل التقدير والثناء لمولاي خادم الحرمين الشريفين. وردا على سؤال حول المبادرة واللقاء الذي جرى في القاهرة، وهل ما زالت نتائجه غامضة وإلقاء الضوء على بعض نتائجه، قال التويجري "نعم سؤال محرج، لكن بالتأكيد هناك نتائج أكيد لم يكن لقاء مجاملة. كانت هناك نتائج وخطوات عملية. بالتأكيد في الأيام القادمة سيتضح للرأي العام والعالم العربي والإسلامي بل العالم أجمع ما قام به خادم الحرمين الشريفين من خطوات، وهناك خطوات ستتبعها خطوات أخرى، وهذا يعود إلى الدولتين الشقيقتين من عزم جاد لإنجاح هذه المبادرة ووصولا إلى تحقيق تكامل ووصولا إلى علاقات وثيقة في كل المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو غيرهما من المجالات الأخرى. دوري هنا ينحصر فقط في دور مبعوث لخادم الحرمين الشريفين أعود إليه في الصغيرة والكبيرة، لذلك لا أرى لي أي دور في هذا الأمر، الأمر الأول والأخير هو لمولاي خادم الحرمين الشريفين". وحول العواقب العالقة حتى الآن قال رئيس الديوان الملكي "لا توجد أي عواقب، أنا متأكد لا توجد أي عواقب. كان هناك بعض النقاش حول بعض النقاط، ولكن القائدين أمير دولة قطر ورئيس جمهورية مصر العربية، كانا جدًا متجاوبين مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين. أنا متأكد من حرص القائدين على مبادرة خادم الحرمين الشريفين، لأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحمل هموم أمته العربية والإسلامية".