أكد السفير الأميركي لدى المملكة الدكتور جوزيف ويستفول، أن النصيحة التي وجهها له الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى مباشرته مهمات عمله في المملكة، تتمثل في "أن يفعل كل ما في وسعه لتمتين وتوطيد العلاقة بين الرياض وواشنطن"، مضيفا في "ندوة الوطن"، أن كثيرا من أفراد الشعب الأميركي لا يعرف تفاصيل واسعة عن السعودية، إلا أن ذلك لا يعني أن لديهم آراء سيئة أو خاطئة عنها. ولفت السفير الأميركي إلى أن اللقاء الأخير الذي جمع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس أوباما، تناول الوضع السوري، إذ أكد أوباما أن الوضع متشعب، وأنه لا يريد الدخول في وضع تستعصي فيه معرفة جميع الجوانب المؤثرة، ومعرفة كيفية حل هذه المشكلة، خاصة في وجود الروس والإيرانيين والمعارضة السورية والمالكي والقوات المتعددة، إضافة إلى بروز تنظيم "داعش" في العراق، وأن هناك كثيرا من المشكلات التي يستعصي حلها بمجرد إرسال طائرات لقصف بعض الأهداف، واصفا وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ب"المحنك وذي الخبرة الهائلة، والملم بجميع الملفات السياسية".
وصف السفير الأميركي لدى المملكة الدكتور جوزيف ويستفول الوضع السوري ب"المعقد للغاية"، مؤكدا أن الأزمة تشعبت لتشمل الروس، والإيرانيين، والمعارضة السورية، والقوات المتعددة، إضافة إلى بروز تنظيم "داعش" في العراق، والمالكي، في حين أن هناك الكثير من المشاكل التي يستعصي حلها بمجرد إرسال طائرات لقصف بعض الأهداف هناك. وقال ويستفول في "ندوة الوطن" التي نظمتها خلال الأسبوع الماضي: إن النصيحة التي وجهها له الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى مباشرته مهام عمله في المملكة "أن يفعل كل ما في وسعه لتمتين العلاقة بين الرياض وواشنطن"، لافتا إلى أن تعزيز العلاقات بين البلدين في كل المجالات تتطور لكل ما فيه مصلحة الشعبين، معترفا بأن "العنصرية" في أميركا تعود ل239 عاما، وأنها موجودة في كل دول العالم، وأن الولاياتالمتحدة الأميركية تتعامل معها بكل شفافية. إلى نص ما دار في الندوة.. ما أفضل نصيحة تلقيتها من الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل مجيئك إلى المملكة؟ من غير المعتاد أن يحظى أي سفير يأتي للمملكة للمرة الأولى أو أي دولة أخرى في معية رئيس الولاياتالمتحدة، لذلك أحسب أنني كنت محظوظا جدا بتلك الفرصة. كانت زيارة الرئيس الأخيرة مهمة في ذلك التوقيت للتأكيد مع خادم الحرمين الشريفين على العلاقة القوية التي تربط بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية وما ينبغي أن تكون عليه هذه العلاقة. وتم اجتماعه مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز وناقشا القضايا المعقدة في سورية والعراق، وقد أعادت تلك المحادثات بقوة متانة العلاقة بيننا.. وعندما كنت مع الرئيس الأميركي على متن طائرته عند مغادرته للبلاد أذكر أنه قال لي: "افعل كل ما في وسعك لتمتين هذه العلاقة"، وكنا حينها نحلق فوق الرياض في طريقنا إلى المطار، وكان الرئيس يرنو ببصره بعيداً من خلال النافذة، وكنت في تلك اللحظة جالسا أمامه، وفجأة حول نظره إليّ قائلاً: "ما ذاك المبنى الذي هناك؟" فأجبته قائلاً: "سيدي الرئيس، أنا وصلت لتوي هنا معك! لم يتسن لي أن أعرف بعد!". صورة الثقافة السعودية في المجتمع الأميركي مختلفة تماماً عما هي عليه.. هل تغيرت بالنسبة لك تلك الصورة عند حضورك إلى المملكة؟ هذا سؤال جيد جداً.. أعتقد في الغالب الأعم أن معظم الأميركيين لا يعرفون المملكة العربية السعودية، وهذا بالطبع لا يعني أن لديهم آراء سيئة أو خاطئة عنها، هم فقط لا يعرفونها، لذلك أعتقد بأن ما يقوم به رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان يقع في إطار إبراز الجانب الثقافي للسعوديين مما يتيح لنا حتماً توطيد تلك العلاقات الثقافية بشكل أكبر، لا سيما أن هنالك بعض الأميركيين والأوروبيين وغيرهم يحضرون إلى المملكة العربية السعودية ويتطلعون إلى رؤية الثراء الثقافي هنا. هل هناك آلية أو إطار جديدان لتعزيز العلاقات بين الشعوب من جانب، والعلاقات بين الحكومات من جانب آخر؟ العلاقات بين شعبينا بالطبع موجودة، لدينا مئات الآلاف من الطلاب السعوديين الذين يدرسون في الولاياتالمتحدة، ويعودون إلى المملكة العربية السعودية بانطباعات شخصية وفريدة عن الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى ذلك لدينا طلاب المدارس الثانوية الذين يقضون عاماً كاملاً في الولاياتالمتحدة الأميركية من كلا الجنسين، والذين يسافرون بإذن من أسرهم، حيث يقومون بالدراسة جنباً إلى جنب مع الطلاب الأميركيين هناك، وبالتالي يعودون بمنظور مختلف حول الولاياتالمتحدة الأميركية. بسبب الصراع السوري شاب العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسعودية لفترة قصيرة شيء من الفتور، ولكن هناك تحسنا طرأ على تلك العلاقات، وبما أن القيادة الأميركية تواجه انتقادات داخلية وخارجية بشأن سياستها تجاه داعش.. والآن بعد أن غيرت الولاياتالمتحدة سياستها نتيجة لتلك الانتقادات، هل هذا التغيير طارئ أم بعيد المدى؟ أعتقد أن وجهة نظر الرئيس أوباما ثابتة منذ البداية، وأعتقد أنه بحسب ما طرحه في لقائه مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أنه لا يريد الدخول في وضع تستعصي فيه معرفة جميع الجوانب المؤثرة المتعلقة بهذا الوضع ومعرفة كيفية حل هذه المشكلة. إن الوضع السوري معقد للغاية: فهنالك الروس، والإيرانيون، والمعارضة السورية، والقوات المتعددة.. إضافة إلى بروز تنظيم "داعش" في العراق.. والمالكي.. هناك الكثير من المشاكل التي يستعصي حلها بمجرد إرسال طائرات لقصف بعض الأهداف هناك. أعتقد أن الرئيس أوباما كان واضحا وموقفه ثابتاً ولم يتغير، وأحييه على ذلك.. لدينا تحالف دولي وحكومتنا على اتصال مستمر مع الحكومة السعودية ، ليس فقط من خلالي كسفير ولكن من خلال التواصل من أعلى المستويات وحول كل القضايا الإقليمية والعالمية. لديكم وزير خارجية محنك وذو خبرة هائلة، وهو على اطلاع وإلمام بجميع هذه الملفات، وبالطبع هذه مشكلة معقدة، والشعوب تريد إجابات وإحراز تقدم نحو الحلول. أنتم تتصدون لمكافحة الإرهاب والأصولية في الشرق الأوسط ولكن ما زلتم تكرسون العنصرية كما في الحادثة الأخيرة في ولاية ميسوري؟ العنصرية موجودة، ونحن كأي بلد آخر في العالم به قدر من التمييز والعنصرية تجاه الآخرين.. ونحن نحارب ذلك، نعرف قيمنا ومبادئنا، ونفعل كل ما بوسعنا للتصدي لها ولخلق قنوات للحوار المفتوح.. وبما أنكم تعلمون بحادثة فيرجسون فهذا دليل على أننا لا نحاول إخفاء ما حدث.. نحن لا ندعي أنه لا توجد مشكلة، وهذه مشكلة تعود ل239 عاما، هذا لم يحدث هكذا للتو، لدينا القضايا نفسها التي تعاني منها معظم البلدان، كما أن لدينا عددا من الناس سواء كانت خلفيتهم من الشباب أو لأسباب اقتصادية، نحن نهتم بكيفية إتاحة فرص لكل هؤلاء. هل هناك أية مجموعات داخلية تعمل على مواجهة قيادة الرئيس أوباما وربما الوصول إلى إسقاطه؟ لدينا نظام سياسي يحدد من سيحكم، ومن سيكون الرئيس القادم، هذه هي السياسة.. ومن الممكن استغلال بعض القضايا لأغراض سياسية، وأعتقد أن الرئيس يتعامل معها بما ينبغي وبطريقة تتماشى مع سياسات الدولة وبطريقة عملية. نشكر السفير ويستفول على زيارته صحيفة الوطن بشكل خاص ومنطقة عسير بشكل عام. أود أولاً أن أعرب عن شكري وتقديري لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الذي تكرّم بتوجيه الدعوة لي لزيارة منطقة عسير، في الحقيقة هذه المرة الأولى التي أخرج فيها عن نطاق مدن جدة، الرياض والظهران، حيث أقضي معظم وقتي في تلك المدن، لقد تحدثنا - أنا والأمير سلطان بن سلمان - في مناسبات عدة، حول موضوع العلاقات الثقافية باعتباره أحد الجوانب المهمة في تعزيز العلاقات بين بلدينا، إضافة إلى المصالح الاقتصادية والتجارية، والأمنية وهي علاقات قابلة للتطور على الدوام.
جوزيف ويستفول • أدى اليمين لمنصب سفير الولاياتالمتحدة لدى المملكة في 26 مارس 2014. • شغل قبل تعيينه منصب وكيل وزارة الجيش والمدير الإداري في الفترة من 2009 إلى 2014. • أدار نحو مليون جندي ومئات الآلاف من المدنيين، كما شغل مناصب مساعد وزير لشؤون الجيش في الفترة 1998 إلى 2000 والقائم بأعمال أمين شؤون الجيش في عام 2001. • تمتد السيرة المهنية إلى أكثر من 21 عاماً من الخدمة في مجال التعليم العالي والعمل الحكومي. • بدأ حياته المهنية كأستاذ للعلوم السياسية في جامعة ولاية أوكلاهوما، وشغل بعد ذلك منصب رئيس قسم في الجامعة ومدير مركز تيشمان للبيئة وعميدا لجامعة نيو سكول وكذلك رئيساً لجامعة ماين سيستم. • عمل في كل من مجلسي النواب والشيوخ لأكثر من 12 عاما، كما شغل مناصب عدة خلال إدارات الرؤساء كارتر وريغان وكلينتون وبوش وأوباما بالعمل في وكالة حماية البيئة وسلاح المهندسين بالجيش الأميركي ووزارتي الداخلية والدفاع. • حصل على درجة البكالوريوس من جامعة أدلفي وعلى درجة الماجستير من جامعة ولاية أوكلاهوما وعلى درجة الدكتوراه من جامعة ميسوري بكولومبيا. - لديكم وزير خارجية "محنك" وذو خبرة هائلة وملم بجميع الملفات السياسية. - نحارب "العنصرية" ونتعامل معها بشفافية رغم أنها تعود ل 239 عاما. جوزيف ويستفول من "ويستفول" إلى الوطن "إنه لمن دواعي سروري زيارة صحيفة الوطن، وأن أبادل الأفكار معكم حول العلاقات الثنائية بين البلدين. وإنني فخور جدا لتمثيل الولاياتالمتحدة في المملكة العربية السعودية". جوزيف ويستفول سفير الولاياتالمتحدة 1 ديسمبر 2014