في الوقت الذي استبشر فيه المتعاملون في سوق الأسهم السعودية بعودة اللون الأخضر إلى السوق في جلسة أمس الأول بعد أن كسب 200 نقطة من أصل 700 خسرها في افتتاح السوق يوم الأحد الماضي إلا أنه سرعان ما عاد إلى صبغة "اللون الأحمر" في جلسة الأمس "الثلاثاء"، بعد أن خسر أكثر من 200 نقطة. ويشير محللون في حديثهم إلى "الوطن" إلى ضرورة إيجاد "منقذ" لسوق الأسهم السعودية يخرج ويكشف ما يدور في السوق ويأخذ دور القائد للسوق بدلا من وضعه الحالي الذي يربك المستثمرين فيه، حيث شدد هؤلاء المحللون على أهمية أن يخرج شخص مسؤول لجميع وسائل الإعلام ليكشف عما يدور داخل السوق، ويطمئن المستثمرين عن حال السوق بدلاً من الوضع الراهن. بدوره، أكد الخبير الاقتصادي فضل البوعينين أن ما يعيب سوق الأسهم افتقارها للقائد والأب الروحي التي يمكن أن يقودها في أوقات الأزمات، ولذلك إذا لم يكن للسوق قيادة تستطيع أن تسهم في موازنتها أوقات الأزمات فإن السوق سيواجه انخفاضات حادة مستقبلاً وسيؤثر سلباً على ثقة المتداولين في السوق وعلى سمعة الاقتصاد السعودي. واستشهد البوعينين بوزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي في عملية التصدي لوسائل الإعلام في حال ارتفاع أو انخفاض أسعار النفط وذلك لطمأنة الأسواق أو لتوضيح المسببات وراء التذبذب، موضحاً أن كثيرا من المسؤولين في الشأن الاقتصادي السعودي ليس لديهم نفس توجه وزير البترول ومن ضمنهم وزير المالية ووزير الاقتصاد والتخطيط، إضافةً إلى رئيس هيئة السوق المالية. وتابع الخبير الاقتصادي بأن التفائل في سوق الأسهم مازال حاضر بنسبة أعلى من مثيلاتها في الأسواق المالية الأخرى، مبيناً أن هناك فرصا استثمارية من الدرجة الأولى في سوق الأسهم السعودية. وبين البوعينين أن سوق الأسهم تأثر بشكل كبير بالعوامل النفسية والشحن النفسي والشائعات إضافة إلى أن السوق كان في حاجة إلى التصحيح بما يساعد على كسب توازن السوق وعدم وصوله إلى هذه المرحلة من الهلع كونها تتسبب في انهيار السوق. ووافقه الرأي العديد من المحللين من خلال تغريداتهم على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي مشيرين إلى أن سوق الأسهم السعودية يتأثر حاليا بالأحداث السياسية والاقتصادية وانخفاض النفط إلى جانب بيع صغار المستثمرين لأسهمهم. إلى ذلك، عاود مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس تراجعاته بتسجيله خسائر بلغت 200.83 نقطة بنسبة 1.94% ليغلق عند مستوى 10177.11 نقطة بتداولات تجاوزت 7.5 مليارات ريال. وشهدت تداولات الأمس انخفاضا طال معظم أسهم السوق سجلت فيه أسهم 128 شركة تراجعا في قيمتها فيما حققت أسهم 24 شركة ارتفاعا في قيمتها وظلت أسهم 9 شركات بدون تغير، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الأسهم المتداولة اليوم 218.7 مليون سهم توزعت على أكثر من 118.6 ألف صفقة. وأغلقت كل قطاعات سوق الأسهم السعودية ال 15 أمس على تراجعات متفاوتة تصدرها قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 3.47%، تلاه قطاع الزراعة والصناعات الغذائية المتراجع بنسبة 2.74%، ثم قطاع المصارف والخدمات المالية بنسبة 1.99%، وقطاع التجزئة بنسبة 1.94%، تلاها قطاع التشييد والبناء بنسبة 1.55% ثم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بنسبة 1.45%، وقطاع التأمين بنسبة 1.43%، فيما كان قطاع التطوير العقاري الأقل تراجعاً بنسبة طفيفة بلغت 0.02%.