أكد الأمين العام المساعد لمجلس التعاون لشؤون المفاوضات والحوار الاستراتيجي الدكتور عبدالعزيز حمد العويشق، أن القمة الخليجية في الدوحة جاءت بعد النجاح الذي حققته القمة الاستثنائية التي عُقدت في الرياض في نوفمبر الماضي، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ طويت صفحة الخلاف واستعادت مسيرة العمل الخليجي المشترك زخمها وقوتها، وفي الوقت نفسه عقدت في ظل ظروف دقيقة وحرجة في الدول المجاورة، مما تطلب تعزيز العمل الجماعي لدول المجلس لمواجهة تلك الأخطار الداهمة، وعلى رأسها الإرهاب، وبطش النظام السوري بمواطنيه، والإجراءات الإسرائيلية لتهويد القدس. وأرجع العويشق السبب في النجاح الذي حققته القمة بعد توفيق الله تعالى إلى حكمة خادم الحرمين الشريفين في قمة الرياض الاستثنائية، إذ تمكنت دول المجلس من طي صفحة الخلاف وتوفير الجهود لتعزيز مسيرة المجلس، والاستمرار في تحقيق منجزات التكامل في جميع المجالات، بما يعود بالمصلحة والنفع على المواطن الخليجي. وتطرق العويشق في تصريحه ل"الوطن" إلى الأزمة اليمنية، مؤكدا أن دول المجلس عبرت عدة مرات عن دعمها لجهود الرئيس عبدربه منصور هادي في تحقيق الأمن والاستقرار، وبسط سيطرة الدولة في جميع أنحاء اليمن، وفي قيادة عملية الانتقال السلمي للسلطة من خلال الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وقال في هذا الصدد: "حثت دول التعاون دائما جميع الأطراف اليمنية على الالتزام بتسوية خلافاتهم عن طريق الحوار والتشاور، ونبذ اللجوء إلى أعمال العنف لتحقيق أهداف سياسية، ودعت جميع اليمنيين لحل الخلافات بالطرق السلمية، والالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتوفير الأجواء الملائمة لاستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، لتلبية طموحات وتطلعات أبناء الشعب اليمني كافة. كما أيدت دول المجلس قرارات وبيانات مجلس الأمن المتعلقة بالحوثيين وغيرهم من الأطراف التي تعرقل مسيرة السلام والاستقرار في اليمن. وكذلك دانت أعمال العنف التي قامت بها جماعة الحوثيين في صنعاء وعمران والحديدة وغيرها، ودانت الاستيلاء على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ونهب وتخريب محتوياتها، وعدّت ذلك خروجا على الإرادة الوطنية اليمنية كما تمثلت في مخرجات الحوار الوطني، وتعطيلا للعملية السياسية والانتقالية في اليمن". ومضى العويشق قائلا: "سبق أن طالب مجلس التعاون بالانسحاب الفوري للميليشيات الحوثية من جميع المناطق التي احتلتها، وإعادة جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية لسلطة الدولة، وتسليم ما استولت عليه من أسلحة ومعدات. وفي الوقت نفسه وقفت دول المجلس مع اليمن في مواجهة خطر الإرهاب مهما كان مصدره، ودانت الهجمات المتكررة ضد قوات الأمن والقوات المسلحة اليمنية، وما يقوم به تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من أعمال عنف تزعزع استقرار اليمن، وتهدد أمن المنطقة. وأشار العويشق إلى أن القمة الخليجية لم تقتصر على مناقشة شؤون دول المجلس فقط، بل تطرقت إلى قضايا عربية ملحة. وأضاف: "بالإضافة إلى العمل الخليجي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها، فإن جدول أعمال القمة ناقش ملفات تتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك الوضع في فلسطين والأراضي العربية المحتلة، وسورية، والعراق، واليمن، وغيرها، وما تشكله إيران من تهديد مستمر لدول المجلس سواء في استمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، أو التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، ونشر الفرقة بين مكونات وأطياف المجتمع، إضافة إلى البرنامج النووي وما يشكله من خطر بيئي على دول المنطقة". وكشف العويشق عن مشاورات تعقد بين دول المجلس حول الاتحاد الخليجي الذي دعا إلى تكوينه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله. وقال: "موضوع الاتحاد الخليجي كان مطروحا على جدول أعمال القمة، إذ ما زالت المشاورات مستمرة بين الدول الأعضاء بشأنه، حسب قرارات المجلس الأعلى السابقة وتوصيات اللجنة المتخصصة التي شكلت من حكماء الدول الأعضاء وقدمت تصوراتها بهذا الشأن، وهي محل مشاورات مستمرة بين الدول الأعضاء".