تنتظر الجماهير السعودية خلال اليومين المقبلين الإعلان عن اسم المدرب الجديد للمنتخب الأول لكرة القدم الذي لم تتضح الرؤية حوله حتى الآن. ولم تكن إقالة مدرب المنتخب، الإسباني لوبيز كارو، جديدة على الشارع السعودي الذي تعود على التغيير بعد الفشل في أي بطولة، حيث تتابع على تدريب المنتخب نحو 45 مدرباً من مختلف الجنسيات خلال السنين الماضية، حتى باتت إقالة المدربين من الظواهر المنتشرة في الكرة السعودية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. الغلبة للبرازيليين بقي مدربو البرازيل هم الأكثر قيادة للمنتخب السعودي عبر مسيرة نحو 45 عاما، حيث اشتهرت المدرسة البرازيلية في الثمانينات والتسعينات بإشرافها على كثير من المنتخبات والفرق في العالم بسبب ما تملكه من سمعة وخبرة كبيرة في اللعبة. وبدأت مسيرة الأخضر مع المدربين البرازيليين منذ الثمانينات، حيث درب المنتخب 14 مدربا برازيليا. وقبل أن يبدأ عهد البرازيليين مع الأخضر، بدأ مشواره مع المدربين العرب، حيث قاده المصري عبدالرحمن فوزي من 1957 إلى 1962، وهي فترة طويلة وجيدة لمدرب، حيث كانت الإمكانات متواضعة جداً والحركة الرياضية بالمملكة في بداياتها. بعد ذلك توجهت البوصلة السعودية نحو المدرب التونسي علي الشواش ليقود المنتخب من 1962 إلى 1970، قبل أن يتحول القائمون على شؤون المنتخب إلى إنجلترا، حيث تم التعاقد مع المدرب جورج سيكنز الذي بقي لعامين قبل أن يتم الاستغناء عن خدماته والعودة إلى مصر حيث التعاقد مع المدرب المصري طه إسماعيل ليبقى المنتخب تحت إشرافه عامين، قبل أن يخلفه مواطنه محمد عبده صالح الوحش، الذي لم يكمل عاماً واحداً في قيادة الأخضر. وبعد رحيل المدربين المصريين تم التعاقد مع المدرب المجري فيرنيك بوشكاش، فعاش تجربة العام الواحد كبقية سابقيه، حيث تمت إقالته والاستعانة بخدمات المدرب الإنجليزي بيل ماجراي عام 1976 لمدة عامين، ليخلفه مواطنه ديفيد وايد عام 1979 لكنه رحل سريعا. بعد ذلك بدأت القناعة بالمدرسة البرازيلية مع بداية الثمانينات، حيث تولى روبنز مانيللي قيادة المنتخب بداية عام 1980 واستمر عاما واحدا فقط ليتم إلغاء عقده مبكراً. وقدم بعده المدرب الشهير ماريو زاجالو الذي تولى تدريب المنتخب من 1981 إلى 1984 وقدم مستويات جيدة، لكنه لم يوفق في نهاية مسيرته، فتم استبداله بالوطني القدير خليل الزياني الذي حقق مع المنتخب كأس أمم آسيا 84. وفي عام 1987 عادت الخبرة البرازيلية لتدريب المنتخب بعد تجربة غير ناجحة مع القيادة الأوروجويانية بقيادة المدرب كوسا تاستيلو الذي أشرف على المنتخب لعام فقط، ليستلم زمام الأمور البرازيلي كاستيللوا أوزفالدو لعام فقط قبل أن تتم إقالته لعدم القناعة بقدراته التدريبية، وتم استبداله بمواطنه كارلوس جانيتيفي عام 1988 الذي لم يطل بقاؤه حيث لم يكمل عامه الأول مع المنتخب. وعادت الوجهة مرة أخرى إلى الأوروجواي بحضور المدرب عمر بوراس الذي لم يكمل مشواره التدريبي هو الآخر، فأقيل على عجل ليخلفه البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا، الذي قاد المنتخب في كأس أمم آسيا 88 وحقق معه اللقب واستمر على رأسه حتى عام 1990. استبدل بيريرا بابن جلدته باولو ماسا الذي تولى تدريب المنتخب عاما فقط. وفي عام 1992 حضر للمملكة مدربان من البرازيل، حيث بدأ العام مع كلاوديو جاريسا وانتهى بمواطنه نيلسينو. وفي عام 1993 أيضاً لم يبتعد البرازيليون عن تدريب المنتخب، فقاده كندينيو قبل أن يسلم المهمة للهولندي ليو بينهاكر عام 1994 واستمر معه سنتين قبل أن يقال وتتم الاستعانة بالوطني محمد الخراشي كمدرب طوارئ. بعد ذلك تولى البرازيلي زي ماريو تدريب المنتخب بداية عام 1995 واستمر معه حتى 1996، حيث تم إلغاء عقده بعد نتائج سلبية، ليخلفه البرتغالي فينجادا لعامين. وفي عام 1998 حضر المدرب الألماني أوتو بفيستر الذي لم يكمل عامه الأول، فتم الاستغناء عنه والاستعانة بكارلوس البرتو بيريرا الذي عاش تجربة مع الأخضر في الثمانينات، إلا أن تجربته الأخيرة جانبها النجاح، حيث ألغي عقده عاجلاً ليعود الخراشي ليكمل المسيرة، قبل أن تتم العودة للألماني بيفستر للمرة الثانية في غضون سنتين. وبعد تخبطات شهدتها الكرة السعودية بإبعاد بيفستر سريعاً، وخلفه التشيكي ميلان ماتشالا ليلغى عقده أيضاً سريعاً وتتم الاستعانة بالوطني ناصر الجوهر عام 2000. وبعد الانتهاء من حالة الطوارئ بسبب التخبطات الإدارية تمت الاستعانة بالصربي سلوبدان سانتراك الذي لم يكمل عاما. وشهد عام 2002 التعاقد مع ثلاثة مدربين هم الجوهر، والهولندي مارتن كويمان، والهولندي جيرارد فاندرليم الذي استمر مع المنتخب إلى عام 2004 ليخلفه الأرجنتيني جابرييل كالديرون الذي استمر عامين على رأس الأخضر قبل أن يقال عام 2006، حيث خلفه البرازيلي ماركوس باكيتا الذي لم يطل وجوده هو الآخر، فأعفي عام 2007 وخلفه مواطنه انجوس، وبعد نتائج سلبية أيضا أقيل نهاية 2008 ليعود الجوهر من جديد إلى الواجهة حتى نهاية 2009. وتولى البرتغالي خوسيه بيسيرو قيادة الأخضر بعد الجوهر حتى عام 2011 قبل أن يتم الاستغناء عنه والعودة للجوهر. وفي عام 2011 تم التعاقد مع الهولندي فرانك ريكارد الذي خاض أسوأ تجربة مع المنتخب، فقد انتهى معه حلم التأهل لكأس العالم من الدور الثالث للتصفيات، كما خرج المنتخب من الدور الأول لكأس الخليج، ولم يحقق بطولة العرب التي أقيمت في المملكة ليتم إلغاء عقده وتكليف الإسباني لويبز كارو الذي أقيل الجمعة الماضية. أفضل الأسماء القائمة تطول لمتتبع مسيرة الأخضر التدريبية وما حملته من إقالات وطوارئ وإسقاطات في تاريخ المنتخب في مسيرته الخليجية والقارية والعالمية. ومن خلال تتبع تلك المحطات برزت بعض الأسماء التي بقيت في ذاكرة مشجعي الأخضر، ومنها الوطني خليل الزياني الذي حصل مع المنتخب على كأس أمم آسيا عام 1984، وعاش المنتخب معه أفضل مراحله بوجود نجوم ما زال صداها يوجد إلى العقد الحالي. كما لمع البرازيلي بيريرا الذي حقق كأس أمم آسيا 1988، كما كانت للوطني محمد الخراشي بصماته خلال الفترة التي أشرف فيها على المنتخب بعد أن تأهل للمرة الأولى معه لنهائيات كأس العالم 1994 إلا أن قيادة الأخضر أعطيت للأرجنتيني سولاري خلال النهائيات. أما البرتغالي فينجادا فترك بصماته بحصوله على كأس أمم آسيا 1996. ودرب المنتخب مدربون مشهورون على مستوى العالم أمثال زاجالو، وسولاري الذي وصل به لدور ال16 في أولى مشاركاته بكأس العالم عام 1994.