مع بدء العد التنازلي واقتراب انطلاق فعاليات مهرجان سوق عكاظ التاريخي في دورته الثامنة الإثنين المقبل، أكد محافظ الطائف رئيس اللجنة التنفيذية لسوق عكاظ فهد بن معمر أن جميع اللجان أكملت استعداداتها، وجاهزية موقع السوق الذي يستمر 14 يوماً كمقر للفعاليات المختلفة التي يشارك فيها عدد من المثقفين والأدباء من داخل المملكة وخارجها. وإلى جانب الشعر النشاط الرئيس للمهرجان، سيكون هناك عدد من المعارض التي تشارك بها مؤسسات حكومية وثقافية كالهيئة العليا للسياحة والآثار، ودارة الملك عبدالعزيز والحرس الوطني "المهرجان الوطني للتراث والثقافة"، بحسب ابن معمر الذي أشار إلى أن الإفصاح عن تفاصيل البرنامج الثقافي للمهرجان سيتم في اليومين المقبلين. وتعززت في السنوات الأخيرة أهمية سوق عكاظ، بعد إحيائه مجددا اتكاء على إرثه التاريخي إذ يعد أحد أهم أسواق العرب القديمة ، ويرجع لفترة ما قبل الإسلام، واستمر يعقد سنويا مع توقف في فترات متقطعة حتى توقف نهائيا أواخر القرن الهجري الأول، بحسب مصادر تاريخية. وفي العهد السعودي كان الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - أول من اهتم بتعيين وتحديد مكان سوق عكاظ عندما كلف الدكتور عبدالوهاب عزام - رحمه الله - بزيارة المنطقة والتحقق من موقع السوق وآثاره الباقية، فنفذ المهمة وألف كتابه "عكاظ"، وكانت للأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- جهود في الدعوة إلى إحياء سوق عكاظ. واستمرت الدعوة إلى إحياء سوق عكاظ والمطالبة إلى إعادة مجده وسابق عهده، حتى كان ذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - عام 1428 ه بعد غياب استمر حوالي "1300" سنة، وافتتحه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل، واستمر هذا المشروع في كل عام يظهر تطوراً جديد في فعالياته وينتظر اكتمال عناصر المدينة الثقافية السياحية لسوق عكاظ. ولم تقتصر فعاليات المهرجان على إلقاء القصائد والمعاكظة فحسب، بل تفرعت لتشمل عرض البضائع والاتجار بها، عبر برنامج الحرف اليديوية التقليدية، وبرنامج العروض المسرحية المستوحاة من تراث الشعر العربي. إلى ذلك وصف المدير التنفيذي لسوق عكاظ راشد الغامدي، الحرف اليدوية التي خصص للفائزين بها نصف مليون ريال موزعة على خمسة فائزين، بأنها حد أهم الأنشطة، وقال ل"الوطن": هي نشاط يقدم الموروث الحرفي بأنواعه كافة، وهي تشكل امتدادا للمخزون الثقافي والتاريخي للمملكة. وأشار إلى أن هيئة السياحة والآثار تسعى من خلال الجوائز المقدمة للفائزين لتشجيع الحرفيين وتحفيزهم على الإبداع، واستمرار العطاء وتنمية مهاراتهم في مجال الحرف والصناعات اليدوية، والتعريف بأعمال المتفوقين من الحرفيين والحرفيات وتقدير جهودهم وإعطائهم المكانة اللائقة التي يستحقونها لتحفيزهم على تطوير منتجاتهم عبر سوق عكاظ". وحظي سوق عكاظ في موسمه الثامن بمتابعة من أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، إذ تعقد اجتماعات أسبوعية يرأسها. وشرعت هيئة السياحة في تطوير مخطط جادة سوق عكاظ بالتنسيق مع الشركاء ذوي العلاقة، وتقديم الدعم المالي والفني لتنظيم فعاليات الجادة وحيث تنظم هيئة السياحة الفعاليات التراثية والثقافية على الجادة، وجائزة الحرف اليدوية (بارع)، وتنظيم مشاركة الحرفيين من المملكة وخارجها، وتشمل فعاليات جادة "سوق عكاظ 8" لهذا العام التي تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار عروضا ثقافية وتاريخية، وعروضا للشعر العربي في المسارح المفتوحة وعروضا للخيل والإبل على طول الجادة، وعروض الرياضات التراثية، والحرف والصناعات اليدوية، وعروض الأسر المنتجة، وعروض المقتنيات الأثرية والتراثية، وأسواق المأكولات الشعبية، والعروض المسرحية. وشهد هذا العام إنشاء خيمتين إضافيتين في الجهة الشمالية من موقع السوق تكفلت بإنشائهما وزارة التعليم العالي بتكلفة مالية تقدر بأكثر من 40 مليون ريال، وستكونان رافدا مهما للخيمة الكبرى التي افتتحت في الدورة السادسة، على مساحة 2572 مترا مربعا، وتقدر طاقتها الاستيعابية بنحو 3061 مقعدًا. وستكون الخيمتان مسرحاً للأنشطة الثقافية والأمسيات والندوات، فيما ستخصص الخيمة الرئيسة التي أنشئت قبل عامين للمناسبات الكبرى، وتضم الخيمتان قاعات ومسرحا، بالإضافة لمسجد ومرافق أخرى مرتبطة بالمشروعين.